أبانت وسائل الإعلام المرئية ، والمسموعة ، في بلادنا مرة أخرى ، بمناسبة العيد الأممي ، لبنات حواء ، عن انحيازها الأعمى للمحظوظات ، اللواتي يعشن في الأحياء الحضرية الراقية ، والفيلات الفخمة ، من خلال استضافتهن ، بصفتهن فاعلات جمعوية وحقوقية ، للحديث عن المناسبة ، وعما تحقق ، وما لم يتحقق للمرأة ، في عوالم السياسة ، والقانون ، والتعليم ، والأسرة ، وما إلى ذلك ....... وإذا كنا نحترم مختلف الطبقات الاجتماعية ، ولا نمانع في سماع كل ما يتعلق ، بالإكراهات والعوائق ، التي تواجهها النساء ، في شتى مجالات الحياة ، فإننا في ذات الوقت ، نتساءل عن المعايير ، التي يعتمد عليها القائمون على قنواتنا الإذاعية والتلفزية ... أو بالأحرى عن سياسة الكيل بمكيالين ، التي ينتهجها معدو البرامج الحوارية ، ومنتجوها ..... وعليه ، فإننا نقول ، لكل من له علاقة بالسياسة الإعلامية للدولة ، بأن مشاكل النساء ، في هوامش المدن ، وفي البوادي والأرياف والجبال ، لا يمكن أن تعرفها ، إلا اللآئي يكتوين بلهيبها ...و أن هذه المناطق المقصية ، تزخر بمناضلات عفيفات مبجلات ، يمتلكن الجرأة ، والصراحة ، الكفيلتين بإبراز حجم المعاناة ، واقتراح الحلول الناجعة ، بدون لف أو دوران أو مكياج ... كما نؤكد لمن يهمهم الأمر ، بأن التعتيم ، وحرمان جهات واسعة ، من حقها الشرعي والمشروع ، في المشورة وإبداء الرأي ، لا يؤدي إلا إلى الشعور بالغبن ، وإلى السخط والاحتقان ... وهذا ما لا نريده ، لوطننا الآمن ، الذي يتوق إلى الديمقراطية الحقة بكافة تجلياتها ..... نحيي بإجلال ، نساءنا القرويات ، والجبليات ، ونتوجه إليهن ، بأحر التهاني والتبريكات ، رغم وعينا التام ، بأن الثامن من شهر مارس ، لا يعني بالنسبة لهن ، أي شيء يذكر ... ورغم يقيننا - كذلك - بأن ما يكابدنه منذ عقود ، لا يمكن أن تمحوه الاحتفالات البروتوكولية ..... ملحوظة : في الصورة العليا إلى اليسار ، تظهر المناضلة الفذة : ( هنو أو ماروش ) ، المنحدرة من إقليم " تنغير " ، بمعية الفنان اللبناني الملتزم الكبير : ( مارسيل خليفة )