يعتبر موسم سيدي أحمد ألمغني الذي ترافقه مراسيم عقد القران، عبر موسم الخطوبة، من بين المحطات التاريخية العريقة لدى قبائل أيت حديديو بأميلشيل، إضافة إلى كونه منطقة عبور تجارية مهمة منذ الأزل...، إلا أن تدخل مجموعة من المؤسسات المدنية والمنتخبة ساهم في تغيير جوهر وأضواء التظاهرة والحدث، كما أثر على العديد من القطاعات ، خاصة الاقتصادية منها وبالأحرى السوسيو- ثقافية لقبائل المنطقة وهويتها الضاربة جذورها في التاريخ، حتى يتسع حوض المشكل بانطلاق " مهرجان موسيقى الأعالي " ، الذي يصادف فترة الموسم، ظنا من مهندسيه ( مؤرخ المملكة والمستشار الملكي السابق حسن أوريد )، عن طريق مركز طارق بن زياد، أنه سيساهم في التعريف بالمنطقة وخلق إشعاع ثقافي وفني كبيرين، إلا أن العديد من الفعاليات المحلية اعتبرت العملية رغم إطفاء طابع العالمية على المهرجان تشويها للموروث الثقافي المحلي، وأن كل ما حُقق جملة وتفصيلاً ما هو إلا زيادة للطين بلة، نظراً للمبالغ المالية الباهظة التي تخصص للمهرجان سنويا والتي ساكنة اميلشيل والمغرب العميق في غنى تام عنها، أمام أولويات مرتبطة بشروط العيش الكريم ( طرقات؛ مرافق صحية؛ مدارس؛...)، ذلك أن هذه المناطق الجبلية تعيش تحت سقف الهشاشة والتفقير والمعاناة، خاصة مع انطلاق فصل الشتاء وموسم الفيضانات، حيث العزلة وقساوة الظروف المناخية المعرقلة للدراسة والتنقل. ليظل السؤال المطروح : إلى متى سيبقى التهميش عنوانا لمناطق المغرب العميق ؟