في مشهد مقزز ومؤثر تقشعر منه الأبدان وتهتز له النفوس أطل علينا الطفل البريئ "سمير" في شريط فيديو على هذا الموقع يحكي قصته مع كفيله وكيف كان يخضعه لحصص تعذيب وحشي بلا رأفة ولارحمة كل يوم على مدى سنتين متواليتين بعدما تركته أمه الهالكة بين فكي وحش في هيئة إنسان يصب جام ساديته على جسد نيء لاذنب له سوى أن أحلام طفولته المغتصبة تشرئب لمعانقة أتربة حي "عثمان أوموسى " وتقاسم لحظات متعة مع الأقران في أزقته الضيقة التي ينبعث منها عبق التاريخ بتلقائية تنتصب بدورها بعمقها الإنساني الضارب في الجذور لتدين هذه المجزرة البشرية . أعتقد أن الدور الذي لعبه هذا المنبر الإعلامي من خلال شجاعة منقطعة النظير لأحد صحفييه الذي شارك في خطة تهريب "سمير" وتصويره ثم نشر شريط مأساته على نطاق واسع كان حاسما في إنقاذ حياة طفل غرير وحبس غول تتاري إتقاء لغيظه وشره ، إلى هنا ينتهي دور الصحافة المسؤولة والجادة ليبدأ دور المنظمات الحقوقية والقطاعات الوزارية المعنية بحماية الطفولة وعلى رأسها وزارة التنمية الإجتماعية و الأسرة والتضامن لتقوم بالوظيفة الأهم ألا وهي رعاية سمير وكفالته وضمان تمدرسه وعلاجه إلى جانب الطفل الأخر (إبن الجاني) الذي ينبغي هو الأخرإنقاذه من التشرد والضياع و الإصغاء إليه لمعرفة سر حظوته لدى غول بشري لا يعرف قلبه معنى الحنان .