عبرت مصادر من الأسرة التعليمية بالأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين بجهة مكناس تافيلالت, عن غضبها من اختيارات الأكاديمية التي قررت, و ضدا على الرغبة العامة للأساتذة وجمعيات آباء و أولياء التلاميذ, الاستمرار, للعام الثاني على التوالي, في اعتماد الفحم الحجري وسيلة للتدفئة داخل الأقسام و حجرات الدراسة بدلا عن حطب التدفئة. قرار الأكاديمية, الذي يتكئ على مشروع لوزارة التربية الوطنية يرمي لتجريب الفحم الحجري من نوع "الانتراسيت" عوض الحطب لأسباب بيئية و اقتصادية, لا يحظى بالقبول في أوساط الأسرة التعليمية بالمناطق الباردة للأطلس. حيث عبَّر عدد من رجال التعليم و مديري المدارس و الثاويات بالنيابات الإقليمية للتربية الوطنية التابعة لأكاديمية مكناس عن رفضهم التحول هم و تلاميذهم إلى "فئران تجارب" في أيدي مسؤولي الوزارة القابعين في مكاتب مكيفة بالرباط و لم يعرفوا أو يجربوا قط قساوة البرد بالأطلس, حسب مصادر "الأحداث المغربية" التي شددت على عدم نجاعة استعمال الفحم الحجري بمواقد الأقسام لأن إشعاله يتطلب وقتا طويلا جدا ناهيك عن مخاطره الصحية بسبب الغازات المنبعثة منه التي تسبب اختناقا للتلاميذ و تجبر الأساتذة على فتح النوافذ أثناء حصص الدرس. كما أن الأقسام لم يتم تزويدها بمواقد خاصة بهذا النوع من الفحم الذي يقتضي استعماله أفرانا تغاضت الأكاديمية عن توزعيها, فضلا عن أن استعمال الفحم الحجري يتطلب كيرا كبيرا لإشعاله و هو ما يستحيل عمليا القيام به داخل حجرات الدرس, تضيف المصادر, مؤكدة أن "الفحم الموجه حاليا للتدفئة بالمؤسسات التعليمية التابعة لأكاديمية مكناس تافيلالت غير صالح للاستعمال بسبب رداءته و ضعف جودته". و في وقت تعيش أكاديمية مكناس تافيلالت أزمة سيولة مالية عطلت عددا من المصالح و باتت تهددها "بالسكتة القلبية", لم تتردد إدارتها في الرد على إعلان التمرد على "الانتراسيت", بالدعوة إلى طلبات عروض لتزويد النيابات الإقليمية, مرة أخرى, بهذه المادة, رغم الكميات الكافية و الضخمة جدا من الفحم الحجري الموجودة حاليا بعشرات المستودعات,و التي تراكمت خلال السنة الماضية حين خبت نيران مواقد المؤسسات التعليمية التي رفضت, بشكل مطلق, أخذ حصصها من الفحم. مما ينذر بموسم دراسي صعب بالمناطق الباردة بجهة مكناس تافيلالت خاصة بتلك التي تنخفض فيها درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.