رغم غياب الآليات التي من الممكن لجمعية من الجمعيات المغربية الاعتماد عليها و التوكل عليها قصد إنجاح نشاط من الأنشطة الثقافية أزمعت جمعية "إثران" للتنمية التواصل على القيام بأمسية فنية يومه السبت مساء 20 / 07 / 2013 تحت عنوان " من أجل جيل فني مواطن " بمنطقة تونفيت ، و الجدير بالذكر أن هذه الأمسية تزامنت مع نتائج امتحانات الباكالوريا لهذه السنة و التي بواسطتها تمكنت المنطقة من الحصول على الرتبة الأولى و الثالثة على صعيد إقليم ميدلت و هذه النتيجة بوأت تونفيت مكانة خاصة داخل الإقليم . أما بخصوص الأنشطة التي تم السهر على عرضها في أحسن الظروف فقد كانت بمبادرة من تلامذة كل من ثانوية عبد المومن التأهيلية و إعدادية أحمد الحنصالي بتونفيت ، فمن جملة الأنشطة المعروضة على الجماهير الشعبية التي سجلت حضورها بشكل ملحوظ نذكر ببرنامج الأمسية : حيث تم استهلال هذه الليلة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم من قبل تلميذة لها من الصوت ما يؤهلها للمشاركة ليس في أمسيات محلية فقط بل تتعداها إلى ما وطني و دولي لما لا ، إلى جانب مسرحيات مثلها تلميذان نشيطان أحسن تمثيل و يعد موضوع المسرحيات من المواضيع التي راقت الجمهور كثيرا لاسيما الشباب منهم ناهيك عن طريقة تقديمهما للمسرحية التي تضمنت الحرفية و المهنية رغم بعدهما كل البعد عن المعاهد و النوادي التي من الممكن لهما الاستفادة منها و الاستعانة بها ، علاوة على فرقة tecktonik التي تعد من الفرق التي ابتهج الجمهور لمجرد مشاهدتها و ارتسمت البهجة على محياهم كلما تتبعوا تلك الحركات التي تستدعي التركيز و دقة الملاحظة و نمط الموسيقى الذي كانوا يتحركون على ايقاعه نظرا لأن هذا اللون الفني حديث بالمقارنة مع المسرحيات و الأغاني ، ذلك أن معظم الأنشطة الجمعوية المقامة سابقا لم تسجل فرقة tecktonic حضورها بها و لم تشهد الساحة التونفيتية هذا اللون الفني الحديث سابقا اللهم ما قدمته هذه الفرقة المكونة من تلامذة أكفاء في الدراسة و في الفن كذلك و نتمنى لهم مزيدا من التألق و التميز ، فضلا عن عازف للكمان الذي لقي هو الآخر ترحيبا و إقبالا شعبيا و اسعا بين الجمهور، فبواسطة ما جاد به فوق من المنصة من أغاني أمازيغية معبرة و ذات بعد و دلالة رمزيين تمكن من جلب انتباه الجمهور الذي أقدم في نهاية العرض الغنائي على التصفيق و التصفير للفنان الصغير للدلالة على طلبهم بالمزيد من الأقوال ورضاهم لما قدمه لمحبيه و معجبي العزف على آلة الكمان أو الإنصات إليها ، كما لا ننسى العرض الموسيقي بواسطة آلة القيثارة لتلميذ مشهود له بالكفاءة و التطور و الذي في حقيقة الأمر من التلاميذ النوابغ الذين يستحقون أن يقام لهم و يقعد ، وصولا إلى قراءات شعرية باللغة الأمازيغية ، فهذه المرة لن نقول إن هذه القراءات قدمها شعراء أفذاذ ابيضت لحيتهم و تصاغرت أجسادهم نحولا و كست تجاعيد الزمان وجوههم البريئة بل من طرف برعوم صغير يقول فيعرف كيف يقول و ليس ماذا يقول ، لأن ما أدهش به الحضور ليس ما كان يتلفظ به فقط من أبيات شعرية أمازيغية بل أكثر من هذا فهو عرف كيف يوصل ما يود ايصاله بطريقة جد جد عالية معتمدا على كل حركات جسده حتى أضفى على عرضه القصير زمنيا رونقا و جمالية و فتنة كذلك .... إلى آخره من العروض و الأنشطة الهامشية المنجزة والتي لا يسعنا ذكرها كلها هنا . و في آخر هذه الأمسية ، قام رئيس جمعية "إثران" للتنمية و التواصل بتقديم شواهد تقديرية للتلاميذ المشاركين في الأمسية الذين لولاهم لما تمت هذه الأنشطة بالشكل المطلوب ، و ذلك قصد تشجيع التلاميذ و التلميذات على المزيد من الإبداع و المزيد من ممارسة أي فن كيفما كان ، المهم هو أن يكون التلميذ المغربي عامة والتونفيتي على وجه الخصوص يحترف هواية معينة وقت الفراغ مع الإجادة في الدراسة بطبيعة الحال . و في الأخير ننوه على أن جمعية "إثران" للتنمية و التواصل و المكونة من طلبة من مختلف الشعب الجامعية لم تتلقى دعما ماديا و لو بدرهم واحد رمزي ، اللهم ما ساهم به أعضاء الجمعية من مالهم الخاص على اعتبار أنهم يغارون على مصلحة المنطقة و أبناء و بنات المنطقة أيضا و على كل شرائح المجتمع التونفيتي بغية تحريك عجلة التنمية والتطور قصد تحقيقهما و تحققهما على أرض الواقع ابتداء بما هو ثقافي فكري مرورا بما يتعلق بالبنيات التحتية للمنطقة من طرق و مستشفيات و مدارس و ثانويات ... وصولا إلى ما هو هوياتي لشمال افريقيا عامة و الشعب المغرب خاصة ثم الشعب التونفيتي على وجه الخصوص .