افتقدت ساكنة كومبطة وأيت الربع لساحة التي لطالما كانت ملاذا لكبار السن والعجزة قرب المحجز البلدي المجاور لثانوية الحسن الثاني بالمدينة. الاسم العجيب هذا هو ما تعارف عليه تلاميذ الثانوية على سبيل التنكيت، ورسموه على الحائط الصغير الذي كان رمزا لها. ورغم صغر مساحتها وانعدام كراسي مريحة أو نوافير مياه أو مساحات خضراء إلا أن اجتماع كبار السن بها للعب الضامة وهم يدخنون سجائر كازا أو طابا جعل من تلكم الساحة الموحشة مكانا خاصا بهذه الشريحة الاجتماعية ورغم كأبة المكان والسآمة البادية عليه إلا أن شيوخ المدينة وكهولها يجدون فيه مرتعا خصبا لاستعادة ذكريات الشباب والطفولة والانغماس في أحداث الماضي السعيدة أيام المقامة وحروب "لا ندوشين" وأيام الازدهار الاقتصادي وبحبوحة العيش اللذين عاشتهما المدينة لسنوات بفضل المناجم حتى أواخر السبعينات الآن وبعد هدم هذا الحائط الصغير ومعه آخر أمال هذه الثلة المجتمعية في مكان يجمعهم في السنوات الأخيرة من العمر: إلا أنهم لا يزالون يتشبثون بحبال الأمل ويرفضون الاستسلام لعوادي الزمن ونوائب الدهر فتراهم ولحد الآن يجلسون على الحجارة سندهم الحائط لتقضية الوقت في انتظار أذان المغرب ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح متى سيحين الوقت الذي ستنعم فيه المدينة بمساحات خضراء وحدائق عمومية أو مرافق بمواصفات مقبولة الأمر الذي من شأنه النقص من الازدحام الحاصل في حدائق المدينة وسد النقص الناتج عن إغلاق البعض منها جنان السبيل مثالا في انتظار أجوبة مقنعة من المسؤولين على المدينة ستبقى الساكنة ومعها تلاميذ ثانوية الحسن الثاني على موعد مع الصخب البريئ الذي تحدثه تلكم الثلة من كبار السن فيما بات يعرف تهكما بساحة انتظار الموت.