من المفروض أن المراكز الصحية، هي المراكز المؤهلة لاحتضان المرضى وتوفير الأجواء السليمة لاستقبالهم دون زجر أو تعنيف أيا كان نوعه، لكن مع الأسف الشديد نرى بعض مستشفياتنا لا زالت تؤثثها ثقافة التجريح سواء في وجه المرضى أو أهاليهم وذويهم أو في وجه الزوار الواقفين في بوابات المستشفى من قبل ما يسمى ب (Sécurité) أو من هم فوق أسرة المرضى من قبل بعض الممرضين والممرضات. ويبقى مكتب التخطيط الكهربائي بمستشفى الرازي بسلا واحد من المرافق العمومية التي يستخف طبيبه بحياة المواطنين وينقص من قيمتهم لأن المعضلة الكبيرة تبقى في الطبيب عينه، المطالب بتقديم شروحات حول التخطيط المجرى في المكتب المذكور في آوانها وهذا ما لم يحصل وهو ما يفسر أن الزائر القادم من وجدة أو مراكش أو تازة عليه أن ينتظر على أقل تقدير أسبوعا أو أكثر، قصد انتظار التأشير على التخطيط الكهربائي للدماغ من قبل الطبيب المعني. مما يحمل المريض المزيد من الأعباء المادية والتوترات النفسية. ومن جهة أخرى وفي نفس السياق، وفي نفس المستشفى، في مصلحة طب النساء بالضبط، فإن الطبيبة المتدربة هناك ورئيسها، ما إن يقترب منهما المريض سائلا عن الوجهة التي يريد، حتى يزمجرا في وجهه قائلين: نحن أطباء لماذا تتعدى على حرمة الأطباء؟ يمكنك أن تسأل المكلف بذلك معتبرينه أبله ولا داعي لضياع الوقت معه فينصرفون ويتركونه وحيدا مع همومه ومرضه. ليس عيبا أن يسأل الطبيب عن الصغيرة والكبيرة من مريضه، لأن في ذلك راحة واطمئنان لهذا الأخير. واعتقد إن سئل هؤلاء الأطباء من مرضاهم فإن ذلك يشكل لهؤلاء راحة نفسية ومدخلا لعلاج ضامن ومستمر. لحسن حظنا هاته النماذج هي أقلة في مستشفياتنا، واحتكارهم للمعرفة وابتعادهم عن مرضاهم واستعلائهم يعكس في العمق أنهم مرضى محتاجون لمن يعالجهم، وهم بالكاد يسبحون ضد التيار، تيار التنمية البشرية.