تحت شعار ” عطور المغرب، فن حضاري” افتتح الفنان عبد القادر بن شعبان معرضه الخاص بفن التعطير يوم 24 أكتوبر 2009 بتعاون مع مؤسسة دار بلارج في قلب مدينة مراكش النابض بالعراقة والأصالة ، تجلى فيه بوضوح كيف كان العطر أسلوب حياة المغاربة منذ الأزل، حين كانت جميع العائلات المغربية تمتلك أنواعا من الأعشاب العطرية أو أواني خاصة لاستخراج أو تقطير ماء الورد الطبيعي وماء الزهر. المعرض سيمتد من يوم 24 أكتوبر 2009 إلى غاية 30 ماي 2010 برحاب مؤسسة دار بلارج. هذا المعرض ستتخلله عروض جميلة للوحات مبهرة على شكل سجادات من التوابل في حديقة معطرة وملونة استوحتها الفنانة نادية أورياشي كونيجو من النموذج الإسلامي في حدائق قصر الحمراء بالأندلس في اسبانيا،كما تقدم لجمهورها عالما فنيا جميلا من الورود المرسومة على الأثواب في معرض خاص، وسينظم بالتوازي مع المعرض ورشات للأطفال والبالغين سيتم تأطيرها من طرف مهنيين ومتخصصين يقدمون للزوار كيفية تحضير الوصفات التجميلية. وقد ظل الزوار طيلة تجوالهم بين أروقة المعرض ينتشون بأنغام فرقة الشيخ الجيلالي مثيرد لفن الملحون، والتي شاركت في هذا الافتتاح بقصائد من التراث المغربي عن فصل الربيع ومجموعة من الأشعار التي تتغنى بالورود والأزهار. الأروقة المعروضة هي عبارة عن تاريخ حي ينطق من خلال مختلف الأدوات المستعملة سواء للتجمّل أو للتعطّر أو للاستحمام ، برهان حي أن بالمغرب كانت المرأة خبيرة مشاركة في تعداد وصفات الجمال وكل ما يلزم للعناية بالشعر والجسد والبيت، من خلال وصفات قديمة يستخدم فيها الزيوت المعطرة والأعشاب والصلصال والصابون وغيرها من العطور ذات المصدر النباتي أو الحيواني. وقد جمع المنظمون من خلال خبراتهم الكبيرة آليات كثيرة ومتنوعة تختص بهذا المجال بدءا بآلة التقطير ووصولا إلى الجرار النحاسية والخشبية المختلف استعمالها، كذا الرشاشات والمباخر الفضية والنحاسية المنقوشة والصناديق الخشبية المزينة بنقوش ملونة تستعمل في تخزين العطور وأدوات التجميل أظهرت إبداع يد الصانع المغربي منذ القدم.