ويروي الدراجي في شريطه “ابن بابل”, الذي خرج إلى القاعات السينمائية في أكتوبر 2009 وهو من تأليفه أيضا بمعية جنيفير نوريدج وماثيل خاصية, قصة المفقودين بالعراق قبيل الحرب وبعدها من خلال قصة امرأة عجوز تصطحب حفيدها في رحلة بحث عن جثمان ابنها المفقود وتزور مقبرة جماعية في مسعى للعثور على جثته ليختتم الشريط بصراخ الحفيد إثر وفاة جدته. وفي كلمة خلال حفل الافتتاح الذي نظم بالمسرح الوطني محمد الخامس , قال رئيس جمعية مهرجان الرباط الدولي للثقافة والفنون السيد عبد الحق منطرش, إن هذا المهرجان أصبح قبلة للمهتمين بمجال السينما مشيرا إلى أن المنظمين يسعون إلى إغناء هذه التجربة وتطوير برامجها لإرضاء جميع الأذواق, كما تساهم في تكريس ثقافة الصورة وجماليات الفن السابع. وأعلن السيد منطرش عن إحداث جائزة الفنان المغربي الراحل العربي الدغمي لأحسن دور رجالي ونسائي تكريما لعطاءات هذا المبدع في السينما الوطنية. وذكر بأن الدورة السادسة لهذا الملتقى السينمائي, الذي تنظمه جمعية مهرجان الرباط الدولي للثقافة والفنون, تتميز هذه السنة بتنظيم جائزتين عوض جائزة واحدة كما جرت عليه العادة في الدورات السابقة. فبالإضافة إلى جائزة الحسن الثاني الدولية, التي سيتنافس حولها 12 فيلما من جنسيات مختلفة, أحدثت جائزة يوسف شاهين للأفلام العربية التي يتبارى بشأنها عدد من أفلام المغرب العربي والشرق الأوسط . من جانبه اعتبر المخرج البريطاني روجي كريستيان, الذي يترأس لجنة تحكيم جائزة الحسن الثاني الدولية, أن مشاركته في هذه التظاهرة بالمغرب, الذي يعتبره بلده الثاني, “لحظة قوية وخاصة”. وقال إنه ليس بغريب بالمغرب إذ سبق له أن صور عملين بمدينة ورززات , كما كان يقوم بزيارات لمدن طنجة ومراكش في مراحل شبابه. وقدم المخرج المغربي مومن السميحي , الذي أسندت له مهمة ترؤس لجنة يوسف شاهين, قراءته, وحسب بعض مدارس السينما, تعريفا لسينما المؤلف باعتبارها “سينما المخرج الكاتب” أو حسب “نظرية النص” ف”الكاتب في هذه العملية غير مهم بل يصبح القارئ مؤلفا في حد ذاته”. وعن يوسف شاهين, قال مومن السميحي, الذي تعرف عليه إلى جانب الكاتب المصري الراحل نجيب حفوظ , إنه ذلك “الفنان العربي البسيط المثقف الأنيق في إبداعه وإخراجه وفي فكره” ليستحق بذلك أن يكون أنموذجا للسينما العربية. يشار إلى أن لجنة تحكيم جائزة الحسن الثاني الدولية, تتكون بالإضافة إلى رئيسها, من مولود روبير ميمون ودارينا الجندي ونينا إيفاشوفا وأوكو فرانسيسكو كريكو ريتي والتجاني الشريكي ومحمد مفتكر, فيما تتشكل لجنة تحكيم جائزة يوسف شاهين للأفلام العربية, بالإضافة إلى رئيسها, من إبراهيم العريس وأحمد الراشدي ولطيفة أحرار وسلوى النعيمي. أما بخصوص تكريم مبدعين رواد, فقد ارتأت جمعية مهرجان الرباط الدولي للثقافة والفنون هذه السنة تكريم المنتج والسيناريست والمخرج عبد الله المصباحي, وأحمد رشدي وهو من جيل الرواد في السينما الجزائرية والذي أخرج أحد أهم أفلام حرب التحرير الجزائرية, ونبيلة عبيد أحد أبرز الوجوه النسائية في السينما المصرية منذ دورها في فيلم (رابعة العدوية) إلى مساهمتها في فيلم (الآخر) ليوسف شاهين. كما ارتأت الجمعية تكريم محمد خان الذي ساهم في بروز الموجة الجديدة في السينما المصرية وتعتبر أفلامه تجسيدا للقضايا اليومية المعاصرة للإنسان العربي. وسيعرض مهرجان الرباط لسينما المؤلف أيضا مختارات من المهرجان الدولي للأفلام القصيرة (كليرمون فيرون), وعددا من الأفلام الوثائقية فضلا عن تنظيم ورشة تكوينية في قراءة الفيلم يشرف عليها جاك كيرمابون رئيس تحرير مجلة “بريف” الفرنسية وتتضمن دروسا نظرية وتطبيقية وندوات تهدف إلى منح الطلاب مهارات قراءة وتحليل الفيلم السينمائي من خلال خمس حصص يومية من أربع ساعات ابتداء من 19 يونيو الجاري بقاعة المجلس الجهوي الرباطسلا زمور زعير. كما ستنظم ورشة في كتابة السيناريو تديرها غلاديس مارسيانو كاتبة السيناريو وتتضمن دروسا نظرية وتطبيقية ومناقشات تهدف إلى إمداد المستفيدين بالأدوات المفاهيمية والتقنيات اللازمة لصياغة السيناريو وذلك من خلال سبع جلسات من أربع ساعات يوميا اعتبارا من 20 يونيو الجاري بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الرباط / 18 /6/ ومع صور منير امحيمدات