نعيمة بوسركة . عدسة : م السعيد المغاري القصري . الفنان التشكيلي الياباني اكيمي نوغوشي يعرض أعماله التشكيلية برواق أسود على أبيض في مراكش. نعيمة بوسركة . عدسة : م السعيد المغاري القصري . إستضاف رواق أسود على أبيض Galerie Noir sur Blanc بمراكش ، أعمال الفنان التشكيلي ، الياباني اكيمي نوغوشي، الذي يعتبر من رواد الحركة التشكيلية اليابانية المعاصرة في العالم . ويمثل الفنان التشكيلي الياباني اكيمي نوغوشي Akemi Noguchi اسم لامع في عالم الفن التشكيلي الياباني، العالمي .. حيث سجل بإبداعاته مراحل مختلفة من تاريخ فترات الحداثة ومابعد الحداثة، وعكست تجربته الفنية محطات بارزة من المسار الفني الوطني الياباني الممتد منذ عشرات القرون،حيث ترك بصمات واضحة في كافة المحافل المغربية واليابانية والدولية، ونال على العديد من التقدير لفنه الهادف، الذي يصوّر المأساة الإنسانية والعوالم التحت أرضية، في إشارات سيميائية للاشعور الجمعي ، وتجسّيدا للمعاناة التي تتخبط الإنسان في بحثه عن الحقائق والصمود إتجاه الأعاصير والزلازل ، ضمن لوحاتٍ فنية عكست الواقع الذي يعيشه الشعب الياباني من جراء غضب الطبيعة والقهر التضاريسي والحرمان من المجالات الحيوية مقارنة بالإرتفاع الديمغرافي الملحوظ..إنه الفنان التشكيلي اكيمي نوغوشي أحد أعلام الفن التشكيلي الياباني والعالمي . ويأتي هذا المعرض الذي ينظمه رواق "أسود على أبيض" بمراكش ، ليتناول مختلف الجوانب الفنية والحضارية اليابانية، واستكمالاً واضحًا من خلال لوحاته الفنية مدى تعلقه بالتراث الياباني. ولأن الفن التشكيلي هو موهبة تولد مع الفنان منذ طفولته، فإن لوحات اكيمي نوغوشي ، تختزل بطريقة دلالية وإحيائية التاريخ القديم الياباني ، ومختلف أطوار النزوع الإنساني نحو الإنعتاق من السلبيات والتصدي للخفي عبر طرحه في اللوحات، إيمانا منه بأن الفن العظيم لا يخلق إلا بالألم العظيم، وكأن الفنان يحول في سراديبه وأنفاقه وعالمه التحت أرضي كل أنواع القهر والعذاب ، إلى شعاع من الشمس أو الضوء كرسالة تحمل معها الأمل والعطاء. ودعوة المتلقي للوحاته إلى استخراج عناصر الكون الشعري الغريب والشخصي أساسا، للفنان التشكيلي الياباني اكيمي نوغوشي ، وإلى الإبحار مع مترو الأنفاق على طول المحطات الوجدانية الشبه مهجورة من قبل القطارات خيالية ، لاتفتئ أن تتولد عنها أحرف سريالية، وقابلة للتأويل على عدة واجهات، في كل محطة قصد تكوين صورة مصغرة عن عوالم غير مرئية ، ودعوة الأفكار إلى إقتحامها من بوابة تجربته الخاصة. لوحات، ورسومات مكررة، و مصممة على نفس الطراز، وتظهر جزء من قفص الاتهام ويهيمن عليها الأسود والبني الفاتح و وردي مشرق، ، إضافة إلى إسنثماره للطيف والضوء، الذي يصوب نحو المتلقي مثل رشقات نارية من الألوان، في لمسة من لويحات زرقاء كبيرة خضراء وأزوردية تعكس السماء أو الماء وتأتي لتلبية ملامح البناء الصارمة داخل أعماله التشكيلية . والواقع، أن نظرة نوغوتشي الباب مختلفة وخفية على مترو باريس تؤثر بالتأكيد الرؤية ومستخدميها غير مبال يوميا قد يكون لها شبكة واسعة من العاصمة. هذا، وقد ولد نوغوتشي في مدينة أوساكا اليابانية ، وعاش وإشتغل في فرنسا منذ عام 1976. ومن المسلم به عمله كعامل حفارة في أوروبا واليابان، مكنه من إختراق ومعرفة الأسرار ماتحت أرضية، في رحلة أوديسية وقف على مكنوناتها، وخباياها . في سياق آخر، فإن نوعية هذه المعارض ، التي دأبت إدارة رواق أسود على أبيض ، لإستضافتها ترمي إلى تشجيع الفنانات و الفنانين التشكيليين المغاربة والأجانب على عرض إبداعاتهم بشكل أكبر، وهي بالطبع خطوة قيمة ومعنوية كبيرة، بالنسبة إلى إغناء الثقافة الوطنية المغربية، وهدية للتشكيليات والتشكيليين قصد الدخول في التنشيط الفني بشكل كبير. ولأن الفن هو لغة الشعوب، فإن الفنانين المنتمين للحضارات الأخرى عندما يلتقون مع الجمهور المغربي، فإنهم بشكل آخر يساهمون في عمليات الحوار الحضاري والمثاقفة la culturation ليتم ذلك في درى من الخير والفضيلة والتسامح والحوار .