تخليدا للذكرى الأربعينية لضحايا حادثة تيشكا متظاهرون يطالبون بإنشاء نفق أرضي تحت الجبل القاتل . مراكش بريس / عدسة : محمد أيت يحي. مراكش بريس . عدسة: محمد أيت يحي. تخليدا للذكرى الأربعينية لضحايا حادثة الرابع من شتنبر المنصرم بمنطقة تيشكا ، والتي أودت بحياة 42 شخصا على إثر سقوط حافلة من قمة جبل تيزين تيشكا. على إرتفاع 300 2 متر على مستوى سطح البحر، نظمت يوم أمس الأحد ، بموقع الحادثة في منطقة ماينو ، على تراب جماعة زرقطن وقفة تحسيسية للترحم على شهداء الحادثة،حيث وضعت مئات الباقات من الورود في مكان الحادثة، وتمت قراءة الفاتحة على أرواح الضحايا، موازاة مع عملية تحسيس مستعملي الطريق بالأخطار المحدقة بهم في هذه المنطقة. في نفس السياق، إرتفعت خلال الوقفة شعارات تطالب برفع التهميش والحيف على مناطق وأقاليم الجنوب الشرقي، والإسراع في تهيئة النفق الأرضي تحت جبل تيشكا، والذي من شأنه أن يختزل العديد من المصاعب والمخاطر الطرقية، والتضاريسية المتمثلة في تساقط الصخور الجبلية، والمناخية البارزة في إنحباس الطريق بالثلوج خصوصا في الفصل المطير، فضلا عن هيئة المسالك الملتوية والشاهقة العلو للجبل المذكور، والتي يتحتم على الجميع من مستعملي الطريق من حافلات لنقل المسافرين و شاحنات ومقطورات للسلع وسيارات عمومية وخاصة المرور عبره، أثناء تحركهم مابين مدينة مراكش وأقاليم وعمالات الجنوب الشرقي للبلاد . هذا، وشاركت خلال هذه الوقفة عائلات ضحايا الحادث، ومجموعة من فعاليات المجتمع المدني التي توافدت على المنطقة من مدينة مراكش ومدينة ورزازات ومن أقاليم تنغير والراشيدية وزاكورة ومختلف المدن والجماعات القروية التي ترتبط بمدينة مراكش عبر طريق تيشكا ، كما حضر الوقفة محامون وحقوقيون وأطباء وإعلاميون . إلى ذلك، أبرز الحسين الراجي، عضو اللجنة المنظمة للتظاهرة، أن هذه الأخيرة بالرغم من طابعها الإنساني والتضامني مع أسر ضحايا الحادث ، فإنها تأتي من أجل المطالبة بإنشاء نفق تحت معبر تيشكا، مشيرا إلى أن معالجة العديد من الإشكاليات الإجتماعية والإقتصادية التي تعانيها العمالات والأقاليم المتواجدة ماوراء معبر تيزين تيشكا، لايمكن أن تجد الحلول العملية في غياب نفق يربط مابين طرفي المغرب، مؤكدا أن النفق المعني من شأنه أن يضبط العلاقات المجالية والقطاعية بين مراكش كمدينة كبرى، وبين ورزازات والراشيدية وزاكورة وتنغير ومختلف البلديات والجماعات القروية كفيل بإضفاء حيوية جديدة على الإقتصاد بشرق الجنوب المغربي، وتمكينه من تحقيق نسب نمو مرتفعة ودائمة حتى تتمكن هذه المناطق من ربح الرهانات التي تواجهها في ظل مقتضيات الدستور الجديد والجهوية الموسعة. وأشار الراجي أن العالم القروي فيما وراء ممر تيزين تيشكا يعرف خصاصا ملحوظا على جميع مستويات الحياة الإقتصادية والإجتماعية والثقافية،رغم ما يتمتع به من موارد بشرية وطبيعية، وأن إعداد النفق سيمكن من إرتفاع حجم الإستثمارات بهذه المناطق المعزولة، ومن تطوير الخدمات المتعلقة بالماء الشروب و الكهرباء و الصحة و السكن و التعليم، والتشغيل و تأهيل البنيات التحتية الأخرى كالطرق الثانوية والمسالك القروية. من جهة أخرى، شدد م رشيد الغرفي من إتحاد المحامين الشباب بمراكش أن وضعية طريق تيشكا لا تدعو إلى الإرتياح رغم المجهودات الإستصلاحية لها التي بذلت خلال السنين الأخيرة، مما بات يستدعي الإسراع في إعداد النفق الطرقي الأرضي تحت معبر تيزين تيشكا. وأوضح الغرفي ل “مراكش بريس” أن أقاليم ورزازات والحوز وزاكورة والراشيدية وتنغير ومختلف جماعات جهة سوس ماسة ودرعة وجهة تافيلالت لا يمكن للمغرب إطلاقا أن تحقق التنمية المنشودة دون إدماجها ضمن إمتداداتها الإقتصادية والتنموية والحضارية مع مختلف مناطق الوطن وإيلاء مشروع النفق الأولوية القصوى كمشجب من شأنه أن تعلق عليه كل البرامج التنموية التي تستهدف المناطق المعزولة، وكبادرة بنيوية من شأنها صارت تشكل حجر الأساس في تنمية العالم القروي بالجنوب الشرقي للمملكة وضرورة ملحة للحد من الفوارق الإجتماعية والمجالية، وتوسيع السوق الداخلية وخلق دينامية سوسيواقتصادية.