محمد القنور . عدسة : م السعيد المغاري القصري . استفحلت بشكل ملفت للنظر ظاهرة جمع الأزبال من قبل مجموعة من المواطنين المنتمين للفئات المعوزة وبعض المشردين وبعض جامعي القمامات العضوية خاصة من الأطفال الذين يظلون يسوقون العربات المجرورة بواسطة الدواب وسط الأحياء والأزقة بمدينة بمراكش حيث يقومون بالتنقيب عن بقايا قشور الخضر والفواكه قصد اعطائها ككلإ للماشية والأبقار أو بيعها إلى بعض “الكسابة”، حيث يمارس هؤلاء الأطفال عملهم من الصباح الباكر إلى الساعات المتأخرة من الليل، في تسابق محموم مع شاحنات شركتي “بورجورنو” و”تيكميد” المفوض لهما جمع الأزبال بمدينة الرجال السبع، وذلك حتى يتسنى لهم إفراغ الحاويات مما تيسر من الأزبال قبل أن يتم رفعها من طرف عمال النظافة . الميخالة في مراكش..مواطنون يعيشون على الأزبال والقمامات. محمد القنور / عدسة : م السعيد المغاري القصري. وتشكل ظاهرة “الميخالة” التي تنقسم إلى أقسام ، تتمثل في جامعي الكارتون وبعض ميخالة القنينات الزجاجية، أو مخلفات الأجهزة المنزلية أو أطمار الملابس المستعملة خطورة كبيرة على صحة المواطنين بالدرجة الأولى ذلك أن عمليات البحث والتنقيب وسط القادورات والأزبال التي يقوم بها هؤلاء ” الميخالة” لا تستثني أي مكون من المكونات المتواجدة وسط الحاوية خصوصا بما فيها المواد الكيماوية الخطيرة والتي عادة ما تكون مختلطة مع مخلفات وقشور الخضر والفواكه وعلى الخصوص بقايا الأدوية والعوازل الطبية والحقن والضمادات وأنابيب الحقن ، وغيرها من المواد التي تشكل خطرا محدقا على صحة الإنسان والحيوان. والواقع، فإن خطورة عمل “الميخالة” تكمن في تنقيل سموم الأزبال من صناديق القمامة إلى الوسط البيئي والفلاحي، مما يجعل هذا الأخير معرضا للعديد من الأخطار التي قد تحدق به في أي وقت من الأوقات بالمواطنين سواء من خلال استهلاكهم للحوم الحيوانات التي تتناول هذه الأزبال العضوية، والتي غالبا ما تكون ممزوجة بالعصارة، أو عن طريق شرب ألبانها وكل ما يستخرج منها من مواد غذائية ، إذ أن العديد من الماشية والأبقار التي تذبح ويستهلكها المواطن تعيش بالمناطق الهامشية التابعة لعمالة مراكش على تراب مناطق حربيل وأولاد دليم والأوداية والويدان وغيرها، التي معظمها تتغذى من هذه الأزبال المختلطة بالمواد الكيماوية الخطيرة مما يهدد الأمن الصحي العام للمستهلك أمراضا خطيرة تظهر عواقبها مع مرور الوقت.ولم يقف الأمرعند الأمراض الخطيرة التي قد يسببها هؤلاء ” الميخالة ” للمواطن عن طريق نقلهم للكلإ المختلط بالمواد الكيمياوية للحيوانات ، بل إن ظاهرة جمع هذه الأزبال تؤثر بشكل ملحوظ على البيئة من خلال بقايا الأزبال التي ترمي بها هذه العربات وسط الشوارع والأزقة والتي تشوه البيئة الحضرية وتؤدي إلى انتشار الأوبئة في صفوف المارة علاوة على الإزدحام الذي تخلقه بالأماكن المستهدفة، والذي يؤثر على سائقي السيارات وراكبي الدراجات ، كما ان أغلب الميخالة من راكبي الدرجات الهوائية والنارية وسائقي هذه العربات يتصفون بسلوكات قبيحة يصعب معها على المرء مناقشتهم وتنبيههم الى خطورة الأفعال التي يقومون بها، خاصة غندما يقلبون صناديق الأزبال رأسا على عقب، بقارعة الشوارع بحثا عن مبتغياتهم، من كارطون وزجاج ومواد معدنية حيث تظل الأزبال التي كانت مجمعة بالصناديق في وسط الشارع بحيث يتسرب ما بداخلها مما يجعلها محط تجمع الكلاب الضالة والقطط وتؤثر بشكل ملحوظ عن المظهر البيئي للمدينة. في نفس السياق، ترمي أغلب عربات “الميخالة” اثناء مرورها بالشوارع بعصارة الأزبال وسطها مما يترك رائحة جد كريهة، يتجمع حولها الذباب والبعوض والجردان ومعظم الحشرات المضرة، مما يؤثر سلبا على الصحة العمومية للمواطنين والبيئة بشكل عام . وحسب شهادات العديد من المواطنين بمراكش وضواحيها ممن إلتقتهم “مراكش بريس” فإن استفحال هذه الظاهرة يعود الى غياب المراقبة وعدم تحمل السلطات المحلية مسؤوليتها وذلك بتدخلها والضرب على أيدي هؤلاء ” الميخالة ” الذين يظلون يجوبون الشوارع والأزقة في تحد سافر لكل القوانين وأمام أعين رجال السلطة ، كما أن مكتب حفظ الصحة يتحمل هو الآخر جزءا من المسؤولية وذلك بالتقصير في عملية تشديد المراقبة على بائعي اللحوم الذين يلجأ بعضهم الى الذبائح السرية وبالخصوص بالأسواق الأسبوعية لكون بعض من الماشية التي تذبح تتناول هذه المواد الخطيرة والمعدية والتي قد تصيب الإنسان بمكروه بصفته مستهلكا لهذه اللحوم الملوثة.