مجلة مجرة المغربية تساءل راهنية الشعر العربي محمد القنور رغم كل الإكراهات القاسية والمعوقات المميتة، ناضلت مجلة “مجرة” مغالبة كل عوامل التثبيط ، داخل مناخ آخر ما يفكر فيه هو الفعل الثقافي، على إخراج عددها العشرين ،نزل مؤخرا إلى الأكشاك والمكتبات المغربية وهي المجلة التي تصدرها “دار البوكيلي” للطباعة والنشر بمدينة القنيطرة. وعلى عادتها في كل عدد، خصصت المجلة عددها الصادر للشعر والشعراء، تحت عنوان “تجارب شعرية “. كما تطرق العدد العشرين المذكور إلى الوضعية الحرجة لحركة الشعر العربي الحالية، حيث حصرت هيئة تحرير المجلة من خلال كلمة العدد مجموعة من الإكراهات التي واجهت الشعر العربي بكل تلاوينه وصنوفه وأغراضه خلال السنوات الأخيرة، بما فيها المشاغل اليومية والاهتمامات المستجدة المتعددة في الفكر والفن والأدب والثقافة والحياة المعيشية ، والتحولات الهائلة المستحدثة في الإعلام والتواصل والذهنية والمفاهيم، فضلا عن رحيل فحول الشعر الحقيقيين الكبار، مقابل ركوب كثير من الأقلام المتسرعة والغير الموهوبة لموجة الشعر المتهافتة، مما ضيق حلقة تلقي هذا الجنس الأدبي الشفاف الذي ظل “ديوان العرب”. هذا، وخلصت كلمة العدد إلى وضع سؤال مصيري يهم وضعية الشعر العربي ، كالتالي : هل الشعر في حاجة ملحة إلى حركة من الإشراق والانبعاث جديدة، وأسباب عودة الروح والحيوية له وتمكينه من عمق التأثير الذي ظل يطبعه خلال العقود السابقة ، داعية إلى أهمية فهم شعراء المرحلة طبيعة وملامح عالمنا الجديد ، برؤى أكثر غنى وسموا وعمقا، من غير التضحية بقيم الإبداع الشعري الأساسية شكلا ومضمونا. إلى ذلك شددت المجلة على مشاركة الجميع في المساهمة بالبحث الجدي عن سبل تخليص الشعر العربي من أزمته هذه بقولها: “وهي محاولة إعتبرتها “مجرة” نقطة في بحر هذه المعضلة، على أمل أن تليها زخة من أمثال أمثالها، تكون نهرا على الأقل، إن لم تكن بحرا تسافر فيه سفن الشعر بإنسيابية كمية وسلاسة متعددة، كما دعت إلى مساهمة جميع المبدعين والنقاد والباحثين والمتذوقين من القراء إلى مناقشة الظاهرة للخروج بالشعر من النفق الضيق الذي حشر فيه، والذي بات يهدده بالإسفاف والإبتدال. من جهة أخرى، توزع ملف العدد على قسمين اثنين رئيسين، أولهما خصص للدراسات النظرية والتطبيقية في الموضوع، لكل من أحمد حافظ ، محمد المسعودي، أحمد زنيبر، عبد اللطيف الزكري، حسن لشكر، وخديجة الزيغيغي، إلى جانب حوار لمحمد العناز مع الدكتورعيسى بوحمالة،حول آفاق وإنتظارات الملف الشعري وإكراهاته الذاتية والموضوعية . في حين احتوى القسم الثاني على النصوص الشعرية لشعراء من المغرب والعالم العربي، كأحمد حافظ، عبد الله المتقي، أحمد زنيبر، و المبدعة التونسية فاطمة بن محمود ، والشاعر السوري محمد المطرود ، والأديبة نجاة ياسين المقيمة في بروكسيل، والشاعريوسف الأزرق، إضافة إلى قصائد عالمية لكل من الإمريكي بول أنكا ، والفرنسي بول إيلوار ، والدانماركي نيلس هاو، قام بترجمتها محمد سعيد الريحاني. وإرتباطا بنفس السياق اشتمل “مشارف” وهو الركن الثابت في المجلة ،على النوافذ المعتادة التي تضمنت مكتبة : خطاب ربات الخدور: مقاربة في القول النسائي العربي والمغربي من تأليف: د. زهور كرام ، و قراءة لمؤلف لدكتور مصطفى يعلى “مفاهيم الاستيطيقا، الخلفية النظرية والابستيمولوجية للتجريب” من طرف مريم دمنوتي. وإبداع من خلال قصة قصيرة لعادل سالم تحت عنوان “رحلتي إلى القبر”، وذاكرة التي تطرقت لقصيدة “لقاء”، للشاعر المغربي الراحل محمد الخمار الكنوني ، فضلا عن أخبار الثقافة والأدب و أنشطة الفعاليات الثقافية وكرونولوجيا الإصدارات في الإبداع والدراسات الأدبية ، إلى ذلك إنصب ركن “محطة” لمصطفى يعلى عن الحديث على تجربة الدكتور محمد أنقار كباحث وكإنسان. وعلى عادة المجلة في تكريم الكتاب المغاربة الأحياء والأموات، بنشر صورهم وسيرهم الذاتية، تصدرت العدد صورة وترجمة الراحل عميد الباحثين المغاربة في علم المخطوطات، الأستاذ العلامة محمد المنوني رحمه الله. بينما فتحت الورقة الأخيرة المخصصة للأحياء من العدد “شراعها” ، على بورتريه وترجمة للإعلامي الرائد خالد مشبال .