ليس من الغرائب ان نتكلم عن العدالة الالهية دون الحديت عن العدالة الانسانية ,ومن غريب الصدف ان العالم باسره في الحاضر يتطلع الى تحقيق العدالة لكن اية عدالة نريد؟فلو استطعنا ان نستفيق من بياتنا الشتوي ,ونستقرئ الربيع العربي قد نتلمس بوادر هده العدالة المفقودة التي افتقدناها لدهور من الزمن ,ساد فيها التسلط والاستبداد بفعل امتداد ارثه التاريخي الدي عرفته البشرية منذ الخلق .فالتورات ان صح التعبير او الانتفاضات العربية من الثابوت الى الثابوت عرفت في شعارتها المعلنة .المكتوبة والمنطوقة نوعين من المطالب الاساسية يستعجل تحقيقها ,المطلب الاول تحقيق العدالة السياسية بما للكلمة من حمولة فلسفية وهي التي عرفت فراغا كبيرا منذ الاستقلال الى اليوم فراغ قاتل تكرهه الطبيعة فبالاحرى الانسان الدي هو صلبها , وترك المجال لديناصورات لاحمة استعملت فزاعات لاخافة المؤسسة الملكية لتتقاسم معها السلطة متناسية الجماهير الشعبية التي اقحمتها في اللعبة دون استشعارها او اخد رايها كالغام قابلة للتفجير في كل وقت وحين او كألة حربية سعيا منها للوصول الى مصالح شخصية ,ثم جعلوا من الاحزاب مقاولات عائلية ,ادى الى احتقان سياسي كبير نتج عنه صراع اجيال بدل صراع افكار وخصوصا الشباب المثقف الدي اصبح يمارس في عالمه الافتراضي بفعل التهميش الممنهج .ثانيا العدالة الاجتماعية التي تحيلنا على المعطيات الخظيرة التي اصبحت تعيشها الشعوب العربية من فوارق اجتماعية ومن انتشار امراض سرطانية معدية تنخر مؤسسات الدولة من رشوة ومحسوبية وزبونية وانعدام الحرية الفردية والحق في السكن اللائق والشغل والتطبيب المجاني ,فاتعدام هده العوامل في تحقيق العدالة الاجتماعية تحركت الجماهير العربية في نفض الغبار عن سباتها العميق ضد الوجوه القديمة لانها استنفدت كل اوراقها ,ولم يبقى في جعبتها ما تقدمه كقيمة مضافة لاوطانها عامة وللحقل السياسي خاصة .الا ان الغريب في الامر والاخطر بكثير مما ذهبت اليه الشعوب العربية في مطالبها هو ما سنشاهده عبر الصحافة المرئية وسنقرءه عبر الصحافة المكتوبة او ما سنسمعه عبر الصحافة المسموعة عن الانتفاضات العالمية وخصوصا من بعض الدول الديمقراطية كأمريكا واخرى من اوروبا الدي تظاهر شبابها في اشهر ساحاتها مطالبين بعدالة ثالتة الا وهي العدالة الاقتصادية ماداموا قد حققوا منذ زمن ليس بالهين العدالتين السياسية والاجتماعية هدا الشباب الدي بات يطالب باقتسام خيرات البلاد وتقليص الفوارق الاقتصادية بين اشخاص ذاتيين واشخاص معنويين كالابناك والبورصات الدي ازدادوا ثراء فاحشا بينما الشعب يزداد فقرا مستشريا.