ذ مراد بولرباح بيني وبينكم، يتخوف أغلب المهتمين أن لن يذهب أغلب المراكشيين نحو صناديق الإقتراع ، في حالة ما إذا عاد المتورطون في قضايا الفساد والإفساد إلى الواجهة الإنتخابية، رغم كون وزارة الداخلية قد وعدت بأن تكون انتخابات 25 نونبر استحقاقات تاريخية ونزيهة،وشفافة وتتوعدت كل من شكك في نزاهتها. وحتى لا أتهم بكوني عدمي أو تيئيسي كما يحلو للبعض إتهام كل من يكشف الحقائق ، فالمراكشيون باتوا يعرفون من خلال التجارب الجماعية السابقة كيف كان معظم المستشارين الجماعيين قبل دخولهم قصر البلدية فقراء معدمين، أو من “أيها الناس” يكابدون الحرارة والعرق من أجل الحصول على رزقهم اليومي، وكيف أصبحوا يرفلون في النعم وكل علامات البدخ، والثراء الفاحش التي أسبغها عليهم المال العام، “بلا حشمة أو حياء” وبات المال هو معبودهم الأوحد، يمتطون السيارات الفارهة ويملكون المنشآت الباذخة، والضيعات الوارفة والشركات المحمية من كل شيء حتى من المنافسة والمتابعة الضريبية، ويكررون الزيارات للأراضي المقدسة حجا وعمرة، من أجل الإغتسال من الفواحش والمنكرات، ناسين أو متناسين أن الله تعالى، لايعبد عن جهل. ورغم الفضائح والموبقات التي تطلع علينا كل يوم في الصحافة، صاروا لاينتهون ولا يخافون من سلطة القوانين ولا من المحاسبة أو المتابعة، كمن يصب الماء على “الڭرعه” أو في الرملة، همهم الوحيد والأوحد ينصب فقط على التنافس في هندسات وتزيين قصورهم وفيلاتهم، وعماراتهم الفارغة والتسابق على الإمتيازات من الرخص حتى الأكشاك ، وتسمين أرصدتهم البنكية وأرصدة زوجاتهم ومحظياتهم، عوض أن يتنافسوا في التواصل مع الساكنة من الناخبين، وأن يترجموا برامج أحزابهم لتتوحد مع تطلعات الناخبين وإنتظاراتهم.... لدرجة باتت قصص ثراءهم وحجم مصاريفهم اليومية ، حديث العام والخاص في المقاهي والمنتديات و الأفراح والأتراح . فالمراكشيون صاروا “عايقين وفايقين” بهؤلاء، نتيجة سريان المعلومات والصور التي باتت في متناول الجميع، على مواقع التواصل الإجتماعي، وبالهواتف النقالة وأجهزة الحاسوب المحمولة وإن كان معظم المراكشيين “يغلبهم وجههم”، ويمنعهم حياؤهم، ولكن “للصبر حدود ” كما تقول كوكب الشرق أم كلثوم، ولكل أجل كتاب، وأجل كتابهم سيكون لامحالة الخامس من نونبر إذا ما ترشحوا لها، ولم يتم منعهم، حتى تعرف الإنتخابات كثافة غير مسبوقة، وتترجم الإرادة الملكية السامية..... وما دون ذلك، فالمراكشيون سوف لن يصوتوا لنفس الأسماء المستهلكة، الواجب مساءلتها ومحاسبتها، إقرارا للإنتقال الإنتخابي . أما الآن فقد طفح الكيل، وبدأت تصعد من هنا ومن هناك، إحتجاجات من عودة أسماء ملها وسأمها الشارع العام ، وتقيئتها الحياة الجماعية وباتت معروفة لدى المراكشيين بصفاتها حدا وقدا، وصفة ونعتا بعد أن عرفت لعقود بألقابها وأسمائها.... فالشارع العام لن يصوت إذا ما عاد “البوحاطي” أو “حلوف الغيس” أو حنش الحلبة” للتهافت على المقعد البرلماني، ولن يقبل رؤية “لالا تاغنجة” على رأس اللائحة النسائية مرة أخرى، وفي عودة أخرى، ولا بولحية المومن “الصليح”، ولا “ولد الحرام من فعايلو” أو “اللي باقي كيقرا” ومع ذلك “داير خبلة”، ولا الكريم المتصدق على مراكش والمراكشيين . بل أن هذا الشارع من خلال شبابه وهيئاته المدنية التي لازال يستخف بها البعض، رغم أن منشوراتها تسري كالنار في الهشيم، يدعو بشكل غير مسبوق إلى محاسبتهم ومحاكمتهم،والتعريف بمشاريعهم من المال العام، وحصر محيطهم، ومن تورطت يده من أتباعهم من مهندسين وإداريين وموظفين وتقنيين ومنعشين عقارين ممن رهنوا المراكشيين وغيرهم بالقروض وامتصوا دمائهم، ومن بعض القضاة والخبراء والمحامين الفاسدين والمفسدين، ومن بعض المسؤولين الأمنيين ممن أغمضوا العين على إفساد المجتمع ، “وزيد وزيد”. كلنا كمراكشيين نعرف “أصحاب حاجاتنا”، لذا، فمن واجب القضاء النزيه والدولة المسؤولة و“أصحاب الحال” منعهم وعدم السماح بترشيحهم من جديد رغم تزكيات أحزابهم لهم، حتى لا تفتتن البلاد والعباد. من جهة أخرى، فإن الكل في مراكش وجهتها سيصوت متى تم الإستغناء عن هؤلاء في برلمانية الخامس والعشرين من نونبر المقبل، وفي الجماعية والمهنية التي ستتلوها حتما. إن خوض غمار الإستحقاقات البرلمانية والجماعية والمهنية من طرف كل فئات الشعب المغربي، في مراكش وغيرها ستكون هي الطريقة الأمثل لقطع الطريق على المفسدين، لأن الدعوة إلى مقاطعة الإنتخابات ، لم تعط أية ثمار ديمقراطية أو تنموية منذ الاستقلال إلى يومنا هذا، فالفساد تقوى وأصبحت له أطياف و “قوالب”. والداعون للمقاطعة لم يعطونا حلولا إلى حدود الساعة. فالخوف كل الخوف يكمن في عودة ظاهرة بيع الأصوات في الدروب والحومات والدواوير ، والأحزاب ملزمة بالتخلي عن كل من تشتم فيه رائحة الفساد والتورط في ملفات المال العام، وشراء ذمم فقراء المواطنين كما تشرى الأكباش والنعاج والعجول في الأسواق ، لدرجة ، أن منسقا جهويا لأحد الأحزاب المعروفة بمراكش، صرح في إجتماع رسمي حضره مناضلو حزبه، أن لا حاجة له في الشرفاء أو المثقفين والأكاديميين، وإنما يريد “مالين الشكارة” الذين يستطيعون ربح المقعد البرلماني، تصريحات حمقاء على هذا الغرار ، سوف لن تخرج الفقير من فقره ولا البئيس من بؤسه ولا المعطل من جحيمه اليومي،ولا المريض المعدوم في محنته، ولن تمنح مجلس النواب ولا المجالس المحلية والجهوية نخبة قادرة على تمثل الدستور وآفاق الإنتقال الديمقراطي والتنمية المستدامة والعدالة لإجتماعية. الأهم في هذه المرحلة ، أن يصلح كل واحد منا من جانبه وبما استطاع ما أفسده المفسدون ومناهضة العدمية واليأس، والوثوق في قدرة مغربنا العريق والإيمان بتميزه في ظل التحولات التي يعرفها العالم العربي... وماعلينا إلا استغلال الفرص الايجابية قبل فوات الأوان. إيوا ، نوضو نخدمو كاملين ، رجال وعيالات دراري وبنات لنقطع الطريق على الفساد والمفسدين بأصواتنا التي لن تكون مبحوحة بعد الخامس والعشرين من نونبر المقبل. وما عدا ذلك ... الله يحفظ أوصافي.. مراد بولرباح