من حي روض العروس إلى حي القصبة، ومن مناطق المحاميد إلى باب دكالة طبعت مراكش أجواء كبيرة من الفرحة التلقائية ، بعد انتهاء المباراة التي فاز فيها المنتخب المغربي على نظيره التانزاني،بحصة ثلاثة مقابل هدف يتيم للمنتخب التانراني،وترجمت أجواء الفرحة بالهتافات والنفير من طرف الشبان والفتيات ممن صبغوا وجوههن وشعورهن بألوان العلم الوطني، في حين خرجت فرق اللاعبات والهواريات من الأحياء الشعبية في إتجاه ساحة جامع الفنا،عبر شارع فاطمة الزهراء،كما توجهت ساكنة سيدي يوسف بن علي إلى منتجع واحة الحسن الثاني في جحافل تؤرخ للنصر المغربي في حين وقفت طوابير من الجماهير بساحة باب دكالة للإحتفاء بالفوز الجميل، قبل أن يتوجه بعضهم إلى مدنهم عبر حافلات المحطة الطرقية ومحطة القطار في الساعات الأولى من صبيحة اليوم، في حين تجمهر المئات من الشباب والمواطنين من المراكشيين والزوار المغاربة وبعض السياح الأجانب في ساحة الحارثي ورددوا شعارات وطنية تتغنى بالفوز،وبعظمة المملكة المغربية، حيث تدفقت النوافير الورقية ، وتم إشعال العديد من الشهب الوهاجة، إلى ذلك عرفت العديد من شوارع حي “ڭليز”، على مستوى ساحة عبد المومن، وشارع الحسن الثاني قرب المسرح الملكي، أفراحا وإبتهاجات مماثلة . من جهة أخرى ، حاول بعض المنحرفين من القاصرين تلويث أجواء الفرح، بمناوشات صبيانية سرعان ما تصدت لها الجماهير العاقلة، ورجال الشرطة . إلى ذلك، خلفت أجواء المباراة زخما من المشاعر الوطنية، سواء داخل الملعب الذي إعتبر إيقونة مميزة وفأل خير على المنتخب المغربي،وتم إستعراض العديد من لوحات “التيفوات” على مدرجاته تنم عن إبداع متألق ومعرفة إحترافية في صناعة أجواء البهجة، أو بخارج الملعب خصوصا عندما نجحت مصالح الأمن والسلطات المحلية للمدينة في تسهيل عملية الولوج والخروج من فضاء الملعب الدولي للمدينة الحمراء، التي جرت في سلاسة وتحضر يعيد للأذهان أمجاد الجمهور المغربي، الذي عرف كيف يدبر الإكتظاظ الذي عرفته الطرق الرئيسية المؤدية إلى أواسط مراكش، سواء في جامع الفنا أو جليز . في نفس السياق، ظلت الجماهير تجوب شوارع مراكش، ملتحفة بالأعلام المغربية، ومردد أغاني تهتف بأسماء لاعبي المنتخب وهو ما جعل مراكش تسترجع كل تفاصيل الفوز المغربي في مقابلة الجزائر، ومكنت ملعبها الكبير الدولي في يصبح شارة نصر ومدعاة تفاؤل للمنتخب المغرب. محمد القنور