انطلقت مساء أمس الخميس بمسرح دار الثقافة الداوديات فعاليات الدورة السابعة لمهرجان مراكش الدولي للمسرح ،دورة الفنان “مصطفى تاه تاه” المنظمة في الفترة مابين 12و17 ماي الجاري . ويشارك في هذه التظاهرة الثقافية ،المنظمة ،من قبل الفرع الجهوي للنقابة المغربية لمحترفي المسرح بجهة مراكش تانسيف الحوز ،مجموعة من الفرق الوطنية من قبيل فرقة “اشامات” من مكناس وفرقتي “القصبة” و”نحن نلعب للفنون” من الرباط ، وفرقة “أبو الهيثم” من بني ملال وفرقة “محترف 21 “من الدار البيضاء وفرقتي “مسرح “أرلكان” و “السلام المسرحي” من مراكش هذا، وقد تميز حفل الافتتاح ، بالوقفة التضامنية التي نظمها بموقع الاعتداء المشرفون على هذا الملتقى الإبداعي، مع ضحايا العمل الاجرامي المفجع الذي استهدف مقهى أركانة ،حيث تم تنظيم كرنڤال للفرق المسرحية تحت شعار ” كلنا جامع الفناء” ، على شكل مسيرة من ساحة الكتبية إلى ساحة جامع الفنا مع عرض مشاهد مسرحية وفرجوية لبعض الفرق في شكل حلقات تندد بالإرهاب والجرم الآثم الذي حاول الحد من تألق جامع الفنا. في نفس السياق أجمعت مختلف الكلمات التي ألقيت خلال الحفل الافتتاحي لهذه الدورة بدار الثقافة الداوديات من طرف كل من حسن النفالي ،رئيس النقابة الوطنية لمحترفي المسرح الذي أكد على أهمية الدورة التي تحتفي بمصطفى تاه تاه كفنان وكإنسان طبع مسار المسرح المغربي في حين ركزت الدكتورة زكية المريني رئيسة مقاطعة جليز على أهمية الثقافة في التنمية المحلية وفي تأكيد مسارات التواصل التي يمثل المسرح أحد أبرز واجهاتها ، مثمنة الدور الذي يلعبه مكتب فرع النقابة بمراكش في توطيد الفعل الثقافي المسرحي، في حين أبرز المخرج عباس فراق أن مهرجان مراكش الدولي للمسرح منذ نشأته ،ساهم في إغناء المشهد الثقافي والفني بالمغرب وأضحى أحد أهم التظاهرات الثقافية حيث جعل من المدينة الحمراء ملتقى للمبدعين و الكتاب والممثلين ، مؤكدا على ما يزخر به فن المسرح من تجليات جمالية وثقافية وفكرية وإنسانية، ومنتقدا ماصار يعرفه فن المسرح المغربي من مسلكيات سلبية تنأى بأبي الفنون عن تأدية دوره، نتيجة ما وصفه بولوج اللصوص والمتزلفين والأميين للميدان المسرحي، مبرزا أن الجرأة ضرورية في العملية الإبداعية ، ومذكرا أن هذه الجرأة هي التي أهلت التأليف المسرحي المغربي مع الهواة ، كي يتبنى عمليتي الهدم والبناء، أي هدم القوالب الجاهزة التي لا تحضر فيها مقومات كتابة النص الدرامي ، وبناء النص الجديد ليكون أكثر جرأة ، وأكثر اقترابا من المسار الثقافي الطليعي في المغرب الذي نما وكبر بوعيه بدءا من السبعينيات من القرن الماضي ، فكان أكثر حوارية مع باقي الأجناس الأدبية الأخرى التي كانت تولد له إمكانات تعبير مغاير للسائد ، بأدبيتها التي تميزت بها مسارات التأليف والابداع وتحولاتهما في الابداعية المغربية . كما كان لمداخلة الفنان المميز هشام بهلول وقعا إيجابيا لدى الجمهور، حيث أكد على أهمية المثقف في الحراك التنموي والحضاري للأمة المغربية،وعن دور الفنان في تكريس مقومات المواطنة والوطنية مشيرا أن الثقافة والفن هي البوابة الرئيسية للمجتمع المدني الواعي والمتحضر. كما أوضح بهلول المسار الفني والإبداعي للفنان المحتفى به مصطفى تاه تاه، وعن دوره في إغناء المشهد المسرحي والسينمائي لبلادنا، قبل ان يقدم له شيكا ماليا تقديرا وإعترافا بإبداعيته، وفي إشارة إلى عمق التلاحم الذي يربط بين أجيال الفنانين المغاربة. وإرتباطا بفعاليات الإفتتاح، تم عرض مسرحية “عيطة الروح ” لفرقة محترف 21 من الدارالبيضاء تأليف وإخراج سعد الله عبد المجيد .وهي المسرحية التي نالت إعجاب الحضور لما تحمله من دلالات تنطلق من عمق الثقافة المغربية. وبالموازاة مع ذلك وعلى هامش المهرجان سيتم تنظيم ورشات مسرحية لفائدة الشباب بكل من المركب الثقافي الحي الحسني ودار الشباب عرصة الحامض بالإضافة إلى عروض مسرحية للأطفال ولقاءات مفتوحة مع المحتفى به الى جانب ندوة حول موضوع “جامع الفنا ساحة الأجيال”كما سيتوج هذا العرس المسرحي بعرض مسرحية ” هذا أنت ” لفرقة المسرح الوطني.