“نحن لسنا عاهرات، أو فاسدات رغم الإتهامات التي تستهدفنا من وقت لآخر، نحن نساء وفتيات نشقى من أجل لقمة خبز حلال” بهذه العبارة، تبدأ رشيدة 35 سنة متزوجة وأم لثلاثة أطفال تقديم نفسها ل ”أصداء مراكش” وسط الصخب المنبعث من الدراجات النارية التي تمخر عباب الساحة، ومن بيتن ثنايا ضجيج المنبعث من نساء جالسات قربها، لايفوقه قوة سوى نقر الطبول الذي تحدثه حلقات كناوة التي تؤثث فضاء ساحة جامع الفنا . تستطرد رشيدة قائلة: “لقد كتبت الصحافة الكثير عن النقاشات في جامع الفنا، واعتبرتهم عاهرات وقوادات ” وهو أمر غير صحيح ومكذوب، فأنا لاأعتقد أن من يقوم بهذه الممارسات ، سيشتغل مكشوفا بالساحة، وأمام كل من هب ودب. فيما تقول محجوبة 45 سنة أرملة وأم لخمسة أبناء أحدهم معاق، ويحتاج إلى رعاية طبية يومية، “حنا هنا في جامع الفنا، باش نصورو طرف ديال الخبز مع المغاربة ومع النصارى”، تضيف محجوبة: ‘ اللي باغي يدير الفساد، ماكايجي شاي لهاذ الساحة قدام الناس'. إلى ذلك لا تخفي سعيدة 23 سنة عازبة، وتمارس مهنة النقاشات منذ 1998 في الساحة، أنها تتعرض بشكل مستديم للتحرش الجنسي من طرف الزبناء ممن يطالبون بنقش أيديهم وأذرعهم بالحناء، ووضع أسماء ورموز عليها. وتؤكد سعيدة ل” مراكش بريس” أن بعض زبنائنا من الشبان يفضلون وضع أسماء عشيقاتهم على أذرعهم في الوقت الذي يعمد فيه بعض أصحاب الستونات الجديدة إلى تفضيل النقوش والرموز. أما صباح 31 سنة مطلقة وأم لطفل واحد والتي التقتها ” مراكش بريس” قرب سعيدة بالساحة، فإنها تتحدث بشكل مرير عن مهنة النقاشات داخل الساحة مشيرة إلى بعض الحوادث الغريبة التي تعرضت لها من طرف بعض الزبناء إناثا وذكورا ممن كانوا يفضلون نقش أماكن داخلية من جسدهم كبين الثديين وفوق المؤخرة، وتوضح صباح أن من هؤلاء من كان يطلب منها مرافقته إلى الفندق أو إقامته الخاصة، لتنفيذ طلبه أو طلب عشيقته أو زوجته. وإجابة صباح عن سؤال ل”مراكش بريس” فيما إذا كان كل هؤلاء أجانب، أكدت أن معظمهم أجانب، ولكن هناك بعض المغاربة، رغم نسبتهم الضئيلة، مضيفة أن مثل هذه النوازل جعلتها تتوقف عن ممارسة المهنة.