لم يكن الكاتب المغربي الراحل محمد خير الدين يظن بأن آخر كتاباته التي تحمل عنوان: “مذكرات سرير الموت” سيتم حذف أحد فصولها خلال ترجمتها إلى اللغة العربية لأسباب غامضة.. والتي يتحدث فيها بتفصيل عن الفنان “بزيز” صديقه الحميم ..و ربما صراحة الموت فقط هي التي دفعته إلى إخبار القارئ بأن “المنع” أو “القمع” المُمارس على صديقه السنوسي وحده دون غيره, هو مجرد “كريمة” إضافية زيادة على “الكريمتين” اللتين منحهما له الملك الراحل الحسن الثاني كهدية رمزية لمهرجه المضحك..هذا طبعا دون ذكر “ساروت” الإقامة الفاخرة الموجودة بمنطقة “البرانس” وسط الدارالبيضاء.. بمقارنة بسيطة بين النسختين الفرنسية و العربية من مذكرات الكاتب الفرنكفوني خير الدين يدرك الشخص أنه يجب أن” يتفرنس” في المغرب لكي يعرف الكثير من الأمور.. و للإحاطة بالموضوع.. فقبل عام تقريبا.. و في سابقة فريدة من نوعها.استأجر بزيز عددا من المرتزقة المأجورين – انساق وراءهم طبعا عدد من المواطنين البسطاء المخدوعين في شخصية ” السنوسي“- للوقوف أمام العدسات المصورة في مهرجان الفيلم الدولي بمراكش و هم يحملون لافتات تندد بمنعه و تطالب برفع الحصار عنه..هذه الحركة المسرحية كانت أثارت أعصاب وزير الاتصال السابق” نبيل بنعبدالله” ..ودفعته للخروج عن هدوءه المعهود و التصريح أمام الصحافة بأنه مستعد للتخلي عن منصبه إذا كان “بزيز” ممنوعا فعلا.. مباشرة بعد ذلك قامت القناة الأولى تحت ضغط الوزير بتوجيه دعوة رسمية إلى الثنائي “بزيز و باز” للحضور كضيفي شرف على برنامج السهرة الأسبوعي”نغموتاي” ..”بزيز” رفض الدعوة طبعا مما دفع الطاقم إلى الاكتفاء بمحاورة الفنان”باز” و تقديم سكيتشات “بزيزية” من الأرشيف من باب:”والله حتى تدوز بزّز فالتلفتازة“.. صديق “بزيز” كاتب العمود المحنّك –”من وجهو !!“- رشيد نيني لم يقف مكتوف الأيدي..وجنّد كامل صفحات جريدته للدفاع عن أسطورة “احمد السنوسي” .. و قام بإدراج حلقات لحوارات معه لمدة أيام متتالية ..كما لم ينس أن “يُشْبع” الوزير المسكين سبا و شتما في عموده اليومي.. الوزير “نبيل بنعبدالله” تراجع طبعا و استسلم أمام لسان السليط وكعت نيني لأن أياديه ليست بيضاء هي الأخرى.. و تم طي الموضوع و ابقاء الأمر على ما هو عليه: “بزيز” الفنان الشعبي الكبير والتقدمي العملاق الممنوع.. وللتعزيز..و لتفادي مزبلة التاريخ..أصبح يقوم الفنان الغريب الأطوار بخرجات إعلامية محسوبة..في رمضان الماضي مثلا قامت جريدة المساء بادراج عمود للكاتب الصحفي المثقف الملقب في لأوساط الإعلامية ب “شوشو” ادعت أنه “لبزيز” في ثلاثين حلقة..وعلى المشككين في هذه النقطة بالذات أن يتصلوا بالسيد بزيز السنوسي و يسألونه عن محتوى أو عنوان “عمود” واحد من “أعمدته” الثلاثين..و الأمر لا يخفى على أحد.. احمد السنوسي و رشيد نيني وجهان لعملة واحدة .. هذا الأخير يكتب بأسلوب شعباوي بدأ يكتشفه القراء، عندما عرفوا حقيقته وحقيقة الثراء الفاحش الذي يعيشه وإخوته، و بدأوا يعرفون أن كل عموده “شوف تشوف” هو جمع وترديف لكل ما يصله عبر بريده الالكتروني و الرسائل القصيرة لهاتفه المحمول الباهض الثمن، والإسباني الصنع، من تلفيقات و تصفية حسابات لأشخاص دون الآخرين.. فالأول متمسك بكذبة كبيرة من المؤسف أنه أصبح أيضا يصدقها..والثاني ” عاقو بيه” إلا أنهما مجتمعان في ما يخص استغلال “بادئ الرأي” لقضاء كل ما هو شخصي بحت..