انه من المشاهير المغاربة. صحيح أنك لن تجد صورة له في الجرائد أو حوار له في إحدى القنوات التلفزيونية، لكنه نجم من نجوم الموقع الاجتماعي الأشهر في تاريخ الانترنت، الفيس بوك. يقول عن نفسه إنه "متمرد على القطيع، سافل ولا أخلاقي"، وأن "التوجه البرتوشي" هو توجهه السياسي، وأن "كافر وسلكوط" هي آرائه الدينية. إنه محمد سقراط ( الصورة) الذي رأى النور في الثالث والعشرين من شهر نونبر سنة 1985، المعروف بآرائه "المختلفة" أحيانا و"الراديكالية" في أحايين أخرى والتي يشارك بها أصدقاءه الفايسبوكيين وتخلق جدلا يمكن أن ينتج عنه ردود قد تتجاوز المائة في العديد من المرات. هذا البائع المتجول الذي يحب القراءة لنتشه وميكافيلي وغابرييل غارسيا ماركيز والماركيز دو ساد ومحمد شكري، هو صاحب مجموعة "شباب من أجل فصل الدين عن التعليم" و"حركة لكل البرتوشين"، الذي انخرط فيه لحد كتابة هذه السطور حوالي 700 شخص، والذي يطالب من خلاله ببرتوش لكل مواطن.. يقول سقراط في مجموعته: "في زمن ما بعد الحداثة وانهيار الإيديولوجيا وإفلاس مشاريع التفكير والتغيير، قررنا نحن عشاق الحياة من دون سموم الوعي الشقي، إطلاق حركة برتوشيين بلا حدود وهو ليس تقليد لأطباء بلا حدود مع أننا نتقاسم معهم نفس الوظيفة النبيلة وهي تخفيف وجع الجسد، بل ونتجاوز تلك الأهداف إلى تحقيق الغاية النبيلة من الحياة وهي: الأورجازم المطلق والذي لن يتحقق بدون البرتوش". البرتوش لدى هذه المجموعة هو، "هدف مواطناتي، من أجل مواطن سعيد نهيب بالدولة مساعدة الشباب في تحقيق مشروع: 2012 برتوش لكل مواطن". ويتفق منخرطو المجموعة على أن تمويل هذا المشروع سيمكن الدولة من محاربة التطرف والاغتصاب وجنس المحارم والاعتداء على الأطفال وأنه عوض صرف مبالغ طائلة على العلاج، المتمثل في السجون والبوليس والهراوات والقنابل المسيلة للدموع، يطالبون الدولة بالاستثمار في الوقاية أي البرتوش. أما مجموعة "من أجل فصل الدين عن التعليم" والتي عرفت انخراط أكثر من 1400 شخص، والتي تحمل شعار: "ضد خلق فقهاء نريد أيضا علماء"، فيطالب من خلالها سقراط بفصل الدين عن التعليم، وذلك بإلغاء تدريس مادة التربية الإسلامية في المدارس العمومية. يدعو المنخرطون إلى "مناهضة تلقين ثقافة الخرافة والتعصب الديني"، و"مناهضة التيار الديني السياسي الذي يقتل العقل والإبداع"، و"وضع حد للوباء التاريخي للقطع مع مصانع الإرهاب والاستبداد". كما يدعون إلى نشر قيم التسامح والتعايش ومبادئ السلم والتآخي بغض النظر عن الانتماء الديني للفرد أو الجماعة، ودعم وتشجيع البحث العلمي من أجل نقد التابوهات وبناء جيل مدني متحضر، وتنمية الحقل المعرفي وفق أسس المنطق والفلسفة والفن والعلوم الحديثة. لكن المنخرطون، ينبهون إلى أنهم ليس هدفهم إلى انتزاع الإيمان من الناس أو فصل الدين عن الناس، بل هدفهم فصل التعاليم الدينية المقدسة عن العلمية التعليمية.