شن مفتى السعودية، هجوما حادا على المتظاهرين في شوارع مصر، وأشار لهم بصورة غير مباشرة، حينما اعتبر أن تلك المتظاهرات تثير الفتن بين الشعوب والحكام، كما انتقد في الوقت ذاته وسائل الإعلام التي تبدي اهتمام بتغطية تطورات تلك التظاهرات، واعتبرها بأنها "منحرفة". واعتبر الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، رئيس هيئة كبار العلماء، خلال خطبة الجمعة أمس في الرياض، أن "المظاهرات لا هدف لها حقيقيا ولا حقيقة لها، إنما هي أمور جيء بها لضرب الأمة في صميمها وتشتيت شملها والسيطرة عليها وتفريق كلمتها وتقسيم بلادها يعلم ذلك من يعلمه ويجهل ذلك من يجهله". مشيرا إلى أن تظاهرات التعبير عن الرأي "لها عواقب وخيمة ونتائج سيئة، بها تسفك الدماء وتنتهك الأعراض وتسلب الأموال ويعيش الناس في رعب وخوف وضلال". وقال آل الشيخ، الذي يتم تعيينه في منصبه بقرار من العاهل السعودي، إن تظاهرات ومسيرات التعبير عن الرأي ومحاربة الفساد "فوضويات إنما جاءت بتدبير من أعداء الإسلام، فلنكن على حذر ولا يخدعنا ما نسمعه أو يروج لنا، فالمقصود منها إضعاف الشعوب والسيطرة عليها وإشغالها بالترهات عن مقاصدها وغايتها ". وانتقد مفتى السعودية كذلك، وسائل الإعلام التي غطت التظاهرات في مصر، ونشرت صورا كشفت تجاوزات كبيرة ارتكبها النظام المصري في حق المتظاهرين في ميدان التحرير، ووصف تلك الفضائيات بأنها "جائرة" قائلا إن "للإعلام دور في توجيه المجتمع، لكن عندما ينحرف عن مساره الشرعي يكون وسيلة للتدمير والتخريب وإبراز الشعارات البراقة ونقل الأحداث على غير حقيقتها، وشحن القلوب على غير الحقائق وتسيير الأمة وفق ما خطط له وينقلها حسب مراده وهواه". بحسب ما يرى. وطالب وسائل الإعلام المقصودة بأن "تقف موقف الاعتدال"، مضيفا "إن أولئك الذين يشحنون قلوب الناس ويدعون للفوضى دائما هم بعيدون عن الساحة لا يرون ولا يعلم حالهم لكنهم يشحنون القلوب". وذهب آل الشيخ إلى أبعد من ذلك في خطبته، حينما اعتبر ضمنا، أن مصر دولة قوية تعيش حالة ازدهار اقتصادي، وأن التظاهرات هناك التي تطالب بإسقاط النظام وإحداث إصلاحيات "ليست لهدف معين، وإنما غاية بعيدة المدى لضرب الأمة في صميمها وتشتيت شملها وضرب اقتصادها وتحويلها من دول قوية إلى متخلفة نامية حسب ما يخططون". وحدد المفتى السعودي شكل الفساد بأنه "المظاهرات التي تستغلها الحركات الحزبية والحركات المنحرفة" التي تطالب بمحاربة الفساد والإصلاح، دون الإشارة إلى الفساد المستشري داخل الأنظمة التي ثارت عليها الشعوب، والذي أدى إلى حدوث تلك التظاهرات.