حاول مغربيان أحدهما بائع متجول والثاني طفل ، إضرام النار في جسديهما خلال وقفة احتجاجية ضد الغلاء أول من أمس أمام مقر محافظة مدينة سيدي سليمان، غير أن تدخل المشاركين في الاحتجاج أنقد حياتهما. ووفق ما أوردته صحيفة " الشرق الأوسط " اللندنية ، قال مصدر في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إن فرع الجمعية في مدينة " سيدي سليمان " (وسط المغرب) كان قد دعا لتنظيم الوقفة الاحتجاجية تحت شعار " جميعا ضد غلاء المعيشة وتدهور الخدمات ". وانطلقت الوقفة بشكل عادي وسلمي في حدود الخامسة مساء ، بمشاركة مجموعة من نشطاء الجمعية لا يتعدى عددهم ستة أشخاص ، لكن سرعان ما التحق بها آخرون من مختلف الأعمار. وقدر عدد المشاركين في الوقفة الاحتجاجية بنحو 500 شخص . وكان المشاركون يرددون شعارات اجتماعية لكن سرعان ما رفعت شعارات سياسية تطالب بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد ، كما ردد المشاركون شعارات التضامن مع الانتفاضتين التونسية والمصرية. وبعد نحو ثلث ساعة من انطلاق الوقفة الاحتجاجية بادر بائع متجول كان ضمن المحتجين بإضرام النار في جسده . وأصيب المحتجون بحالة من الهلع والذهول ، وسارع بعضهم إلى محاولة إخماد النار التي أضرمها الشاب في جسده ، حيث بدأت تشتعل في ملابسه مستعملين معاطفهم والتراب، فيما حاول آخرون نزع ملابس الشاب رغم النيران المشتعلة فيها . وتمكن المحتجون من إنقاذ البائع المتجول ، ويدعى بن عيسى ، 49 عاما ، وهو حاصل على دبلوم تقني من أحد مدارس التكوين المهني . ولم يكد المحتجون يسيطرون على النيران المشتعلة في جسد هذا الرجل ، حتى ظهر شخص ثان ، ويتعلق الأمر بطفل ماسح أحذية عمره في حدود سبع سنوات ، كان يحمل قنينة وقود وولاعة . وسارع بعض المشاركين في الوقفة الاحتجاجية إلى انتزاع الولاعة منه قبل أن يتمكن من إضرام النار في جسده ، حيث لاذ بعد ذلك بالفرار . وبقي " الانتحاري " الأول ممددا على الأرض بعد إنقاذه في انتظار الإسعاف الذي تأخر نحو عشرين دقيقة ، الأمر الذي أجج غضب المشاركين في الوقفة الاحتجاجية ، وبدأ بعضهم يدعو إلى التصعيد واقتحام مقر المحافظة . إلا أن وصول سيارة الإسعاف ودعوات المنظمين إلى الهدوء والانضباط مكنت من احتواء الغضب ، وبدأ تفريق المحتجين في نحو الساعة السادسة والربع . وخلال المدة التي استمرتها الوقفة الاحتجاجية التزمت قوات الأمن الحياد التام ولم تتدخل في أي لحظة . وتعاني مدينة سيدي سليمان أوضاعا صعبة نتيجة إغلاق مصانع السكر، التي كانت تشكل مع الأنشطة الزراعية أبرز قطاع لعمل لأبناء المنطقة . وزاد من حدة الأوضاع الاجتماعية في المدينة آثار الفيضانات التي عرفتها المنطقة خلال السنة الماضية .