جاء إعلان المغرب عن تفكيك خلية وصفت بالإرهابية في الصحراء الغربية ليلفت الأنظار مجددا إلى الإقليم المتنازع عليه ، لا فحسب باعتباره بؤرة للتوتر في منطقة المغرب العربي بين المغرب والجزائر ، ولكن باعتباره - هذه المرة - خاصرة رخوة ومدخلا لتنظيم ما يعرف ب" القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" الذي حوّل نشاطه بشكل لافت نحو الجنوب باتجاه منطقة الساحل الصحراوي والتي تمثل مسرحا مناسبا لنشاطاته بما تتوفر عليه من مساحات صحراوية شاسعة ومسالك متشعبة عصية عن الرقابة ، وأيضا بانفتاحها على بوابات التهريب عبر السواحل الغربية لأفريقيا وعبر أراضي دول من جنوب الصحراء تواجه مصاعب في السيطرة الأمنية على أراضيها على غرار مالي والنيجر . ونقلت وكالة الأنباء المغربية عن بلاغ لوزارة الداخلية ورد فيه أن المصالح الأمنية المغربية " تمكنت من تفكيك خلية إرهابية ، تتكون من 27 فردا من بينهم عضو في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ، تم إيفاده من قبل هذا التنظيم بغية إنشاء قاعدة خلفية داخل المملكة وإعداد مخطط للقيام بعمليات إرهابية " . كما ورد في ذات البيان أن " التحريات مكنت من العثور على ترسانة من الأسلحة مخبأة في ثلاث مواقع قرب أمغالا على بعد 220 كلم من مدينة العيون " ، عاصمة إقليم الصحراء الغربية . وأضافت الداخلية المغربية في بلاغها أن " أعضاء هذه الخلية المؤطرة من طرف مواطن مغربي متواجد بمعسكرات القاعدة في شمال مالي ، كانوا يخططون للقيام بمجموعة من الأعمال الإرهابية بواسطة أحزمة ناسفة وسيارات مفخخة تستهدف خاصة المصالح الأمنية ، وكذا عمليات هجوم على بعض الوكالات البنكية من أجل الحصول على التمويل الضروري لمشاريعهم الإرهابية " . وقالت أيضا إن " الشبكة الإرهابية المفككة خططت لإرسال متطوعين إلى معسكرات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بالجزائر ومالي قصد الاستفادة من تداريب شبه عسكرية قبل العودة إلى المغرب من أجل تنفيذ مخططاتها التخريبية بواسطة الأسلحة التي تم العثور عليها قرب أمغالا " . وتحيل إشارة بيان الداخلية المغربية إلى وجود معسكرات تدريب ل" تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بالجزائر ومالي " على مصاعب تواجهها الدولتان المذكورتان في مواجهة التنظيم وقد اتجهتا خلال الأشهر الماضية نحو تنسيق الجهود لمحاربته عبر سلسلة من الاجتماعات لمسؤولين أمنيين كبار من دول بالمنطقة ، هدفت إلى وضع إستراتيجية مشتركة لمحاربة تنظيم القاعدة في المنطقة والتصدي للجريمة المنظمة . وكان لافتا في تلك الاجتماعات التي شاركت فيها أيضا موريتانيا والنيجر، استبعاد المغرب بدفع من الجزائر وهو الأمر الذي سبب استياء لدى الرباط . ويأتي إعلان الرباط عن تفكيك الشبكة المذكورة ليدعم الطرح المغربي بأن المملكة معنية بالدرجة الأولى بأي إستراتيجية جماعية توضع لمحاربة الإرهاب في المنطقة ، وأن استبعادها خطأ كبير. كما أن فيه إيحاء ضمنيا بتحميل المسؤولية للدولتين اللتين توجد على أراضيهما معسكرات لتدريب عناصر القاعدة وقد أشير في بيان الداخلية المغربية إلى كل من الجزائر ومالي ما قد يناقض تأكيد الجزائر المستمر على تحقيقها نجاحات كبيرة في محاربة التنظيم جعلت ما بقي منه على أراضيها مجرد فلول لأفراد غير قادرين على التجمّع والتنسيق . * صحيفة " العرب اليومي " اللندنية