صار الدبلوماسي الأمريكي الأول في المغرب ، صامويل كابلان ، نجما كبيرا في وسائل الإعلام المغربية الرسمية ، حيث لا يمر أي مؤتمر أو ملتقى دون تضمين حضور السفير الأمريكي في المواد الإعلامية المعروضة ، ويأتي عرض اسمه مباشرة بعد اسم الوزراء المغاربة . ويوم أمس الأربعاء ، قالت القناة الثانية المغربية ، إن السفير الأمريكي كابلان ، أبرز الحاضرين في الملتقى العربي للحوار الاجتماعي بالدار البيضاء ، مباشرة بعد ذكر حضور وزير الداخلية المغربي الطيب الشرقاوي ، مما يعني أن كابلان يفوق في أهميته كل الوزراء العرب الذين حضروا الملتقى . ويأتي هذا الاهتمام الإعلامي المغربي الرسمي غير المسبوق بالسفير الأمريكي ، بعد الزلزال الذي أصاب الدبلوماسية الأمريكية عقب تسريبات موقع " ويكيليكس " ، والتي حظي صناع القرار بالرباط بجزء كبير من انتقاد البرقيات الأمريكية وبصراحة غير معهودة . وعلى خلاف تركيا التي تنوي مقاضاة الدبلوماسيين الأمريكيين بتهمة الافتراء على رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ، وألمانيا التي تعتبر عمل السفير الأمريكي ببرلين صعبا لتصرفاته غير اللائقة ، فإن السفير الأمريكي بالرباط ازداد نفوذه أكثر بفضل تلك التسريبات . وفي آخر خروج إعلامي له ، قال السفير الأمريكي ، في حديث ليومية " لوسوار" في عددها الصادر أمس الأربعاء ، إن "المغرب ليس حليفا استراتيجيا فحسب بالنسبة للولايات المتحدة، وإنما بالنسبة للمنطقة برمتها، وخاصة بالنسبة للنزاع بالشرق الوسط حيث تعتبر ريادته مهمة جدا " . وكان كابلان ، صرح في قلب عاصفة تسريبات " ويكيليكس " بأنه فخور بما تنجزه دبلوماسية بلاده ، وأن الوثائق التي اتهمت جهات نافذة في المغرب بالتستر على تهريب المخدرات والفساد العقاري والفساد في قطاع الجيش ، واستفحال ظاهرة الرشوة ، اعتبر كابلان ذلك " شيئا من الماضي " .