في كتابها المعنون ب " في خندق الذئب، معارك المغرب " والذي ترجم مؤخراً إلى العربية بمعهد "سيرفانتيس" في الرباط بواسطة كنزة الغالي ، تستعرض الكاتبة والمؤرخة الإسبانية ماريا روسا دي مادارياغا المعركة التي جرت بين عساكر إسبان بقيادة أحد الجنرالات ، ومقاومين مغاربة واشتهرت باسم " خندق الذئب ". وحسب صحيفة " القدس العربي " جرت هذه المعركة الشهيرة قبل معركة "أنوال" والتي انتهت بهزيمة الجنود الإسبان في جبل بالقرب من مدينة الناظور " شمال " ، وفي تقديمها للكتاب تقول المؤلفة " إن الذاكرة الجماعية الإسبانية ما تزال تحتفظ بحدث خندق الذئب ، كمأساة ، وأن هناك أغنيات حول هذا الكابوس، ما زال الأطفال إلى اليوم يرددونها، تتضمن في جزء منها آلام أمهات الجنود الذين ذهبوا ولم يعودوا ". تقول ماريا " كتابي ليس إستراتيجية عسكرية، بل يمكن اعتباره مقاربة سيكولوجية لهؤلاء الذين يواجهون هذه المعارك " ، حيث ركزت في كتابها على الجانب الاجتماعي وكيف كان هؤلاء الجنود يموتون مثل الذباب. وتشير المؤلفة أنها كانت دائماً ضد الاحتلال والحرب، وأنها خصصت كتابها الأخر المعنون ب "عبد الكريم الخطابي، نضال من أجل الاستقلال" لشخصية أثرت فيها كثيرا وهي شخصية عبد الكريم الخطابي والذي حارب الاحتلال الفرنسي والإسباني ولقب "ببطل الريف". كما تشير المؤلفة إلى أن "خندق الذئب وأبران وأغريبن وأنوال وسلوان والناظور وجبل العروي" كلها أسماء علقت بالذاكرة الجماعية للإسبان ، وتوحي بالهزيمة وبحلقات تراجيدية ميزت الربع الأول من القرن العشرين. ومن خلال الكتاب لا تكتفي المؤلفة برواية الأحداث ولكنها تقترب من جنود وفاعلين عايشوها وعاينوا أحداثها في إفريقيا، ليس فقط بالنسبة للقادة والضباط بل تجاوز ذلك إلى ما ارتبط أيضا بالجنود المغمورين الذين كانوا هناك، ويحلل الكتاب وجهة نظر السياسيين والأحزاب، وغيرها تجاه المغرب، وموقف اليسار من التدخل العسكري، بالإضافة إلى المظاهرات والاحتجاجات العارمة التي قادها الرأي العام في الشارع لمناهضة الحرب ضد المغرب. وأبرزت المؤلفة أن الكتاب تطرق بشكل خاص لشخصية عبد الكريم الخطابي، باعتبارها شخصية مرموقة وذائعة الصيت، إلى جانب الوقائع المرتبطة بحياته ومساره وقيادته للمقاومة بمنطقة الريف.