يبدو لي أن الشعب المغربي عامة والشباب خاصة باتوا يكرهون و ينفرون من كل رأس اشتعل شيبا وهو ما يزال جاثما على صدورهم فوق كراسي السلطة، لأنهم ملّوا من رؤية تلك الوجوه كل يوم. فما بالنا عندما يتحول الشباب إلى شباب السلطة و يصبحون حراسا للعهد الجديد و مروجين لشعاراته ،عبر الأغاني المملة التي نشهدها هذه الأيام، حيث يمكن أن تدفعك إلى هز الخصر والرقص ولكن سرعان ما تثبط عزيمتك وتملّ سماعها..! دائما نتحدث عن ظلم الشعوب و القهر المسلط عليها وو......ولكن ورغم ذلك فإنني أرى أنه لا ينبغي مجاملة الشعوب كثيراً، بل الأولى أن تُعرض أخطاؤها. فالمواطن المغربي الذي لابد أن يعمل كناسا أو* طالب معاشو *كما يقال ً مهما كانت الظروف، والذي عندما يموت على أرصفة العالم، لا تهتم السلطة به، بل تبحث عن سجلاته لتثبيت رحيله إلى الأبد وتأكيد استراحتها منه هو نفسه المواطن الذي يهتف باسم السلطة ليل نهار..! فأي مفارقة هاته...؟ فأي إنسان هو المواطن المغربي ؟!.. المواطن المغربي هو ذاك الإنسان الذي ارتقى أكثر من السلطة.. وهو نفسه ذاك الإنسان غير المحترم من خلال نظرة السلطة إليه وتعاملها معه.. هو ذاك الشيء الثمين في النظريات و المهمش والوضيع في واقع الحياة.. هو ذاك المتملق للسلطة.. هو ذاك الصوت الذي أجبر على الهتاف للسلطة ورموزها الأحياء منهم والأموات، واعتاد أن يفتديها بصوته، ويقدم دمه وروحه لها بأعلى صوت.. هو ذاك الإعلامي أو الأديب أو المثقف الذي لابد أن يفتتح كل موضوع بقول مأثور مستمد من فم السلطة المقدس كي يضمن استمرار الثدي الذي يرضعه . المواطن المغربي هو ذاك الخيط الذي تربط السلطة حذاءها به كي لا ينفرط عقدها . هو ذاك الجسد المنهك من الأحمال.. هو ذاك الإنسان الذي لابد أن يعمل حمالا أو* بائع ديطاي* ً مهما تعلم وتثقف.. هو ذاك المتشرد في المحطات الطرقية و أمام المساجد و الأسواق هو ذاك الإنسان الذي فقد الأمل في أن يحقق جزءاً من السعادة وهو في بلده، فبدأ يعشق المجهول و قوارب الموت على العيش الذليل. هو تلك البندقية التي يتم تعليقها وإعفاؤها من الخدمة لعدم صلاحيتها بعد أن أكلها صدأ الرصاص الذي انتشر في جسدها بعدما فقد الأمل في مغادرة فوهتها.. هو ذاك المعتقل خلف قضبان السجون وخلف قضبان الوطن.. هو ذاك المغترب في الوطن وخارجه.. الإنسان المغربي.. هو كل شيء ولا شيء..