افتتحت الندوة الدولية المنضمة من طرف جمعية بني يزناسن للثقافة والتنمية والتضامن والتي تطرقت لوضعية المهاجرين بالحدود وواقع حقوق الإنسان بدقيقة صمت ترحّما على أرواح الضحايا الذين توفّوا قبل 5 سنوات بمحاذاة الحواجز السلكية المحيطة بثغري سبتة ومليلية . تم استهلال المداخلات بكلمة هشام بركة، رئيس الجمعية المنظّمة، تلاه هَاكْنْ كُوبْ، عضو ألماني بشبكة "نُو بُورْدْرْ"، وأمَادُو مْبُووِي، عضو موريتاني بشبكة "أورُو إفريقي" للمهاجرين، إضافة لتدخل علي الباز، عضو مغربي فرنسي لشبكة "مِيكْرُوبَّا".. حيث تمّ الإجماع على أهمّية الموعد المنعقد بالمغرب في الخروج بتصوّر حقيقي عن واقع الهجرة بالحدود ومدى الخروقات الحقوقية المرصودة . أمَادُو مْبُووِي، رئيس الجمعية الموريتانية لحقوق الإنسان، صرح ضمن تدخله بأنّ الأوطان الأصلية للمهاجرين غير الشرعيين مسؤولة بشكل كبير عن الوضعية المناقشة خلال الموعد ، إذ قال: "لا تكفي مطالبة دول الاستقبال بخفض عدد المرحّلين وضمان حقوقهم دون مطالبة الأوطان الأصلية بمحو ممارسات العنف الدّاخلي وإقرار منظومة حقيقية لحقوق الإنسان بكافة الدول الأوروبية،كما أكد على و جوب توفير حلول جمعوية بديلة تكون جاهزة للعرض أمام المؤتمر الدّولي لوزراء الدّاخلية المرتقب تنظيمه بالعاصمة السينغالية دَكَار". الإسباني وِنِي مِيدِينَا، النقابي بمنظمة "العاملين على الميدان | سُوكْ"، حاول اضهار الوجه الحقيقي لإسبانيا و التي تعتبر كدركي لأوروبا، منطلقا من تصريح سبق وأن أدلى به المسؤول الأمني أنطونيو كاماتشُو بحر هذه السنة وأقرّ من خلاله ب "التمكّن من التحكّم في قنوات الهجرة غير الشرعية بالمنطقة"، إذ أفاد مِيدِينَا ضمن تدخّله بأنّ نسبة 65% هي نسبة انخفاض العبور السرّي صوب إسبانيا وأنّ هذا الإجراء قد أسهم في وفاة آلاف الأفارقة بعرض البحر الأبيض المتوسّط، وزاد قوله: "استعمال الرصاص الإسباني بسبتة ومليلية ضدّ مهاجرين منحدرين من جنوب الصحراء عام 2005 لهو أمر غير مقبول.. إلاّ أنّ الأمر لا يجب قرنه بإسبانيا دون قرنه بمستوى التعاون المغربي الجزائري الإسباني الذي يحتاج لمزيد من التركيز". مداخلات أخرى أتت ضمن الجلسة الافتتاحية للندوة الدولية المنظمة من قبل جمعية بني يزناسن للثقافة والتنمية والتضامن، من بينها مداخلة ديَان كِيتْمُون ، ممثلة عن مجموعة المعلومات ودعم المهاجرين بمنظمة مِيكْرُوبَا الفرنسية، إذ انتقدت إجراءات الاحتجاز التي تطال المهاجرين غير الشرعيين فور توقيفهم، واستنكرت المساعي الحكومية الفرنسية الرّامية لتمديد فترة الاعتقال المحدّدة راهنا في 32 يوما وجعلها تناهز ال45 يوما، داعية إلى الاكتفاء بوضع الموقوفين من المهاجرين غير الشرعيين بمراكز استقبال مخصّصة لفترة لا تتعدّى ال10 أيّام من تم تفعيل الإجراءات القضائية التي يجب أن تعدل لما بها من عيوب حقوقيةو من أجل دراسة الحالات واتخاد الإجراء الصحيح. في الوقت الذي دعا علي الباز، عن جمعية العمّال المغاربيين بفرنسا، إلى إعادة النظر في السياسات العالمية المؤطّرة للتعاملات الرسمية مع ظاهرة الهجرة غير الشرعية، إذ اعتبرها الباز عاملا يزيد من تفقير دول الجنوب وسيفا يوضع على أعناق الأفراد والجماعات للحدّ من استعمال حقّهم في التحرّك والتنقّل. وفي نفس السياق يرتقب أن ينتقل النشطاء الدوليين المشاركون ضمن ندوة ال ABCDS بوجدة الى بلدية بني انصار، بإقليم النّاظور، وذلك من أجل التظاهر قرب السياج المحيط بمليلية ، تخليدا لذكرى الأحداث الأليمة التي عرفتها ذات الحدود خلال نفس الفترة من عام 2005 بسقوط 6 مرشّحين للهجرة السريّة منحدرين من دول جنوب الصحراء بعدما فُتحت عليهم النيران من قِبل الحرس المدني الإسباني، وذلك بُعيد ستّة أيّام من سقوط 5 ضحايا آخرين بالقرب من سياج سبتة وبنفس الطريقة المُستعمل خلالها الرصاص الحيّ.. إذ سيعرف الموعد حضور نشطاء حقوقيين من تركيا واليونان وألمانيا وهولندا وإسبانيا وفرنسا والسنغال والجزائر وموريتانيا ومالي وإيطاليا وأوكرانيا والبرتغال إلى جانب النشطاء المغاربة القادمين من مختلف مناطق المغرب و بتغطية اعلامية دولية.