تلقت شرطة أوسلو بلاغا من شقيقة السيدة نذيرة البيج المغربية الساكنة في إحدى ضواحي أوسلو يوم الاربعاء الماضي 22/9/2010 بأنها قلقة بشأن العائلة التي لم ترد على إتصالاتها الهاتفية. وفي الساعة الواحدة ظهرا في اليوم نفسه عثر رجل كان يبحث عن رجل آخر مفقود على جثة بنت في نهر "يارشوين" في منطقة "فوللو" القريبة من أوسلو، قالت الشرطة فيما بعد بأنها لبنت أسرة نذيرة وتبلغ من العمر تسع سنوات. ودخلت الشرطة في الساعة 16:15 بيت العائلة في ضاحية "مورتنسرود" في أوسلو ووجدت الام وطفلتها الرضيع البالغ من العمر أسبوعين مقتولتين خنقا. وفي الساعة 23:15 من مساء نفس اليوم عثر فريق الاطفاء في مياه النهر نفسه على جثة البنت الثالثة للعائلة وهي بعمر سبع سنوات. وعلى بعد 13 مترا من النهر وجد الفريق جثة الوالد. وحسب روايات شرطة أوسلو الاولية فإن الاب قام بخنق زوجته نذيرة في المتزل ومن ثم وذهب الى مدرسة البنات ليأخذهما معه بسيارته، وقالت أحدى البنات لصديقاتها بأنهم يذهبون الى نزهة عائلية. وقالت الشرطة بأنها عثرت على حقيبتي البنتين المدرسيتين داخل سيارة الاب. وقتل الرضيع يكتنفه الغموض. بذلك تم مسح عائلة بالكامل مكونة من خمسة أفراد وهم: الام نذيرة 37 عاما، والاب 41 عاما، والبنت الكبيرة "نرمين" تسعة أعوام، والبنت "نسرين" سبعة أعوام، والرضيع 14 يوما. الاب هو كردي من إيران قدم الى النرويج عام 1991 طالبا اللجوء السياسي الذي منح فيما بعد وحصل على الجنسية النرويجية عام 1999. وكان الاب واسمه سعيد أحمدزاده منتميا الى حزب "كومه له" الكردي الماركسي الذي قاتل الجمهورية الايرانية الاسلامية في التسعينات من القرن الماضي من أجل إقامة دولة كردية على أرض كردستان. وكان سعيد أحمدزاده مقاتلا في صفوف الحزب المذكور لمدةعشرة أعوام قبل أن يطلب اللجوء السياسي في النرويج عام 1991. في النرويج عمل سعيد لفترات متقطعة، وكان سائقا لسيارة الاجرة لعدة سنين قبل أن يحال على التقاعد. وحسب روايات عدد من زملائه في شركة سيارات الاجرة التي كان يعمل فيها بأنه كان قد أصيب بخيبة أمل تجاه المجتمع النرويجي والحياة اليومية. وطلب من البلدية إعادته الى العمل كسائق سيارة أجرة، إلا أن البلدية لم نتظر في طلبه. وظل سعيد مستمرا على نشاطاته السياسية في النرويج من أجل قضية شعبه، وكان قد شارك في العديد من المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية ضد السفارة الايرانية في النرويج، وأعتقل في إحدى تلك المظاهرات من قبل الشرطة النرويجية بتهمة التحريض على المظاهرات وكسر عدد من شبابيك مبنى السفارة إلا انه تم إطلاق سراحه قبل تقديمه الى المحاكم. اختار سعيد في السنوات الاخيرة الحياد من الناحية التنظيمية والنشاطات الحزبية، وتحرك كناشط مستقبل من أجل قضايا المرأة الكردية في إيران. قالت الشرطة في تصريحاتها اليوم الجمعة 24/9/2010 بأن سعيد لم يكن مصابا بأمراض نفسية ولم يراجع يوما ما مستشفى أم اخصائيين بهذا الخصوص. وقال عدد من أصدقائه ومعارفه بأنه كان شخصا هادئا يقضي الكثير من أوقاته مع بناته. إلا أن زملائه النرويجين في شركة سيارات الاجرة يوصفونه بأن شخص ذو وجه حجري يائس من الحياة.