في كل المهن والحرف والنشاطات التي من الممكن أن يمارسها المواطن وخصوصا المغربي، فإنه من العادي جدا أن يضع في اعتباره أن أقزاما وتافهين وفاشلين يتربصون به الدوائر،و-دايرينو بين عينيهم-فالمثل المغربي يقول-خوك فالحرفة عدوك-وبعض الفاشلين وعوض ان يطوروا طرق كتاباتهم الصحفية ويجتهدوا في نقل وتدبيج الأخبار الطازجة لقرائهم،أصبحوا هذه الأيام متخصصين في دس سمومهم عن طريق تعليقات أقل ما يقال عنها أنها،تكشف إلى أي حد وصل الحقد والحسد والغيرة القاتلة،وأصبح كاتب هذه السطور هو -الدم ديال سْنانهم-لماذا ياترى؟؟ السبب الحقيقي أعرفه ولا أعرفه في نفس الوقت،ما أعرفه جيدا هو أن أعدائي قليلون جدا ومحدودي العدد،بعضهم -زملاء-لازالوا يتلمسون طريقهم ومنذ مدة طويلة وهم يتلمسون هذه الطريق،ولم يصلوا إلى أي شيء،سوى أنهم نجحوا في مراكمة الفشل تلو الفشل،أما النوع الثاني من الأعداء،فهؤلاء لا يستحقون حتى التلميح إليهم،وهم إذا أردنا القول،بعض التافهين الذين تخصصوا هذه الأيام في لفظ فضلاتهم وأوساخهم كتعليقات مسمومة وراء أسماء مستعارة، غير تلك التي أعرفهم بها في أمكنة أخرى،وهدف هذه التعليقات وعباراتها لا تحمل اختلافا فكريا أو ما شابه ذلك،بقدر ما تحمل حقدا وغلا دفينا على كاتب هذه السطور على مستويات أخرى، ولحد الآن لم يفهموا أن هرطقاتهم و-سُمهم- لن ينال من عزيمتي في الصدح برأيي في وجه النظام المخزني الحقير ،بمنتهى الشجاعة والجرأة التي تعودها قرائي مني،لأنني مستعد للتنازل عن حياتي مقابل أفكاري وهذا ما ستثبته الأيام لكم أيها الجاهلين وأصحاب-سبعة الوجوه-إنني لحد الآن لا أعرف بالضبط ما هي أسباب هذا-المرْضْ-الذي أصاب هذه الفئة من الأعداء الهامشيين،الذين ومعهم بعض- الزملاء-لو اجتمعوا واندمجت رؤوسهم في رؤوس بعضهم،لما استطاعوا كتابة مقال واحد متكامل،لكنهم وكما -كلاب المجازر البلدية-أو-كْلاب الكرنة-ليس في استطاعتهم افتراس الذبائح المنصوبة في المجازر،بل وحتى الإقتراب منها،لكن بإمكانهم وباستطاعتهم أن ينبحوا ويرفعوا ذبذبات نباحهم،لأنني وأعوذ بالله من قولة أنا-أعرف حجمي الحقيقي وأتعامل على هذا الأساس،بل في بعض الأحيان وبسبب الوسط الشعبي الذي ترعرعت فيه،أجد نفسي مندمجا ومتحاورا مع أشخاص كنت أظنهم من أبناء طبقتي الشعبية،فأصدم بكونهم مجرد لقطاء و-أبناء مخابرات-يتجسسون علي لحساب جهات معلومة وأخرى مجهولة،لكن وبما أن -للي كيعضو الحْنش، كيخاف من الشريط-فإنني تعلمت أن من في وضعيتي معرض لأن يكون محل ملاحقة وتجسس واستعلام ،عبر حتى من يقدمون أنفسهم على أنهم اقرب المقربين إلي،لكل هؤلا-العقارب-أقول..محمد علال الفجري جبل لاتهزه فحيح رياح حقيرة،فبالأحرى هذا العدد التافه من-الشْمايت-والجواسيس،أما لزملائي في المهنة،أي أولئك الذين كتبوا وكتبوا المقالات تلو المقالات،وتقربوا من الشخصيات العمومية دون أن ينالو إعجاب القراء وثقتهم وانبهارهم،فأنا أنصحهم والنصيحة كما قال أجدادنا-ما كتحييش ولكن ما كتقتلش-أن يفهموا ويستوعبوا جيدا أن الكتابة والأدب، وخصوصا الكتابة الصحفية وجنس-العمود الصحفي- لمزيد من التحديد،هو فن وملكة وإبداع وموهبة،لايدرس في المعاهد ولاحتى في أرقى الجامعات،هو نعمة من الله تخلق مع الكاتب، ويعضدها ويشحذها بالقراءة وبمخالطة أبناء الشعب وطبقة الحضيض والبروليتاريا المتعفنة،أما من يجلس في برجه العالي -كيتشبح-في مكتبه المكيف ومصاب لوثة الأستاذية ومع ذلك،يريد تعويض فشله المهني بالتبحليس على-بعض الشخصيات-وادعاء روابط وعلائق الصداقة معها ويملأ بها بياض مقالاته،فهذا وأقولها لكم مجانا وأجري عليها عند الله،لايضيف ذرة واحدة إلى مساركم وكتاباتكم،القراء اليوم يحتاجون إلى من يشبههم وإلى من ينطق لغتهم ويعيش عيشتهم ويعاني معاناتهم،يأكل ما يأكلون ويشرب ما يشربون ويجلس في الأمكنة التي يجلسون فيها،ويتقاسم معهم همومهم وكبرياءهم وعزة أنفسهم،وكل هذا لا يمنحك موهبة الكتابة الصحفية،بل فقط شيئا من الأفكار وأسلوب التخاطب مع الأغلبية لا الأقلية البورجوازية المسمومة،دعوني أقول لكم شيئا أيها التافهون ،لو نشرت رسالة واحدة من مئات الرسائل التي أتوصل بها من مغاربة ومشارقة من الخليج العربي ومن أوروبا وأمريكا وحتى أستراليا،-لتبولتم في سراويلكم-من شدة الفزع والصدمة،وقد يأتي يوم وأنشر فيه جميع هذه الرسائل بعناوين أصحابها بعد استئذانهم طبعا،لكي تعلموا ما معنى الثقة في النفس عند الكاتب الصحفي،وما معنى أن التافهون والحاقدون وجماعة الفاشلين لا يستطيعون تحريك شعرة في بصيلة رأسي ..حتى لا أقول شيئا آخر،وأُتهم بالفجور تلميحا إلى لقبي-الفجري-الذي يعني آذان الفجر وأيضا أن هناك- فجر جديد -في الكتابة الصحفية في المغرب سيقلق وينغص عيشة عديدين في هذه البلاد،لقد اتهموني بالفجور لأنيي دعوت الشعب إلى اعتناق وتأييد الحداثة السياسية وليس-حداثة العري-اتهموني بالفجور لأنني دافعت عن المرأة المغربية وعن صورتها وسمعتها-وشوفو قلة العراض كيدايرا-إنني لا أدعي شيئا جديدا حينما أقول إن كتابة العمود الصحفي هي نعمة من الله،يوتيها لمن يشاء،والله منح نعمته هاته في بلدنا الحبيب،لكاتب هذه السطور ولرشيد نيني وحيران ولمرابط وبوبكر الجامعي وآخرين،أما البقية فلهم مصداقيتهم ،لكن ولتعذروني مسبقا،تنقصكم موهبة الكتابة،وفي الصحافة والكتابة عموما،المصداقية وحدها لا تكفي،بل وأنا هنا لا أدعي تقديم الدروس كما سيتهيأ لبعض المرضى نفسيا،بل أقول ما اكتسبته من خلال تجربتي المتواضعة جدا في الكتابة الصحفية، والتي تبلغ بالكاد 5 سنوات وأيضا حسب العديد من أهرامات الكتابة الصحفية الساخرة على المستوى الدولي،فكتابة العمود كانت وستظل فنا وموهبة بعيدة المنال عن متناول أغلب الصحافيين،كتابة العمود أيها السادة هي القدرة على مخاطبة عقول وقلوب القراء،تتطلب جرأة وشجاعة كبيرتين،ثقافة واطلاع واسعتين وموهبة نادرة،إذا اجتمعت فيك هذه الأوصاف،كن على يقين أنك كاتب عمود ومن الممكن جدا أن يطلقوا عليك -دوك للي مساليين قبهم-لقب-الشعبوي-ببساطة،لأنك تخليت عن الهيلمان والأسماء الكبرى للشخصيات المنفوخة،وتدحرجت إلى وسخ وأبناء الشعب،مكان صرختك الأولى والجو الوحيد الذي ستجد فيه راحتك،خذوا مثلا...أنا إذا -عْرض عْليا- أحد الأصدقاء ممن-مسك عْليهم-الله وسهرنا في بيتهم وكان عبارة عن -فيلا فخمة-أصاب بمرض الزكام-الرواح-كيتبدل عْليا الجو..يتغير لون وجهي ويتعكر مزاجي،لا أجد راحتي إلا في حيي الشعبي المليء ب-الغبار والعْجاج-وبالصراخ والعويل والالام والبؤس والغبن،أتأمل الوجوه الكالحة لجيراني والباعة المتجولين والمارة،أستمتع بملامح الغضب في عيونهم والثورة على قسمات وجوههم التي تنذر بإمكانية انفجار غضب جارف يوما ما على سدنة الإستبداد،أرى الشهامة والمقاومة والإصرار على كسب لقمة العيش أو -طرف ديال الخبز للي ولا بْحال الرهج فهاد لبلاد الكحلة-من عرق الجبين،أرى الأنفة وعزة النفس وأعتز أيما اعتزاز بالإنتماء إلى هذه الطبقة البشرية المضطهدة طبقيا،وأرتاح أيما ارتياح وأنا من المحسوبين على الطبقة الكادحة،لأن هذا الإنتماء هو الذي يصنع كتابا وصحفيين،أعطوني كاتبا صحفيا واحدا ناجحا ينتمي إلى الطبقة البورجوازية الحقيرة..لا..لن تجدوه أبدا..لأن هذه الطبقة لا تنتج كتابا ،تنتج سفراء ووزراء ورجال أعمال،لكنها أبدا لا ولن تنتج كتابا وصحفيين،لأن الكتابة معاناة وألم وغضب وثورة واحتجاج،فلماذا وعلى ماذا ستحتج قبيلة البورجوازيين وهم غارقين في-وسخ الدنيا-حتى الأذنين،بقيت كلمة أخيرة،وهي أنني أشكر كل القراء والزملاء والأصدقاء -ديال بصح-على ما أبدوه من ملاحظات قيمة على مقالاتي من خلال مراسلتهم لي على بريدي الإلكتروني وحتى من تضامنوا معي ضد -قبيلة الفاشلين-وصحيح كما قال القارئ الوفي-تاشلحت-الطريق مازال طويلا والمتربصون كثر-ماعندهم لا خدمة لا ردمة--خدمتهم هي حضي علال..واابقا حاضي ولد علال حتا يهرب عليك التران آاالدمدومة-أما بالنسبة لما ورد من كلمات اعتبرها البعض -نابية-فأنا استعملت تلك الكلمات لأنها هي الوسيلة الأبلغ لإيصال الغضب والتعبير الدقيق عما يخالجني تجاه شرذمة المخازنية الذين خلطوا فيما يشبه-السْماوي-الحداثة السياسية الحقيقية بحداثة العري-لكنني سأعتذر..سأعتذر فقط لصنف معين من القراء،وهم أولئك الذين يقرؤون مقالاتي بمعية أبنائهم وبناتهم،لكل هؤلاء..أقول..أعتذر لكم بشدة وأتمنى ألا أضطر إلى استعمال هذه الكلمات مرة أخرى،وللإشارة وكما قال أحد المعلقين،فالكلمات النابية يستعملها أشهر الصحافيين في العالم حينما يكون استعمالها ضروريا،المهم..إنني لا أضمن لكم عدم استعمالها نهائيا ،مادام في البلد نظام جبان وديكتاتور يستعبد الحجر والبشر،فلتلتمسوا لي العذر..-نفسي خايبة- ولا أطيق الإحتقار أبدا..خصوصا ممن يرمزون إلى الدولة..وسأطلعكم على معلومة لا يعرفها كثيرون، وأتمنى ألا يتهمني بعض المرضى مرة أخرى بالبحث عن الشهرة،لقد سبق للمخزن أن حاول تلفيق تهمة المس بالمقدسات لي في سنة 1997 وذلك بمحاولة اتهامي بسب الراحل الحسن الثاني، ولكنهم تداركوا الأمر وأفرجوا عني دون تدبيج التهمة في محضر الشرطة والتي يعرفها جميع ابناء الحي الذي أقطنه،أما في صيف 2003 فقد قضيت شهرا حبسا نافذا من أجل إهانة رجل أمن.وحاولوا مرة أخرى إضافة المس بالمقدسات في شخص الملك الحالي،إلا أنني لا أعرف لماذا أسقطها وكيل الملك حينذاك.البوليس أراد إهانتي.. فأهنته ولست نادما على ذلك..أراد صفعي فصفعته..أراد أن يقول لي أنه المخزن وابن دار المخزن..فأبلغته أنني الشعب وابن خربة الشعب ..فلتذهب إلى الجحيم أنت ومخزنك..وهذه تجربة قاسية كانت ستدمر مستقبلي لولا الألطاف الإلهية،وهي تجربة من الوارد جدا أن أكتبها في حلقات مستقبلا،وهي مليئة بالأحداث المشوقة التي سأتقاسمها مع قرائي في المستقبل القريب جدا.أما المخزن وبيادقه..فلينتظروا مني ما لم يتخيلوه أبدا...لقد أدركت منذ زمان أن حياة الذل والمهانة بالنسبة للبشر ،أفضل منها بكثير وأثمن وأغلى منها حياة البعوض والذباب. [email protected]