- لماذا لم يقدم الخيدر ترشيحه على غرار بقية المرشحين الستة؟ < أنا تقيدت بالقرار الذي اتخذناه في إحدى اجتماعات ودادية المدربين المغاربة، ولم أرسل أي ترشيح للجامعة لأن الزملاء قالوا إن المسؤولين يعرفون جيدا كل الكفاءات وإذا طلب من أي أحد الالتحاق بالإدارة التقنية فإنه سيلبي نداء الوطن، على هذا الأساس تابعت كبقية الناس ما يحدث، إيمانا مني بأن الجامعة تعرف حق المعرفة كل شخص، و«مشيت بالنية» إلى أن تلقيت خبر اقتصار المنافسة على ستة أسماء ليس من بينهم الخيدر. - ما هو رد فعلك حينها؟ < لقد اتصل بي مجموعة من الزملاء المدربين والصحافيين يستفسرون الأمر، قلت لهم إنني التزمت بالقرار المتخذ في إطار الودادية والذي وضع لائحة بسبعة أسماء، كنت أقول دوما إن التدريب قدر ومكتوب، فمستواي معروف وتاريخي يعرفه الجميع ولا يمكن أن أفرض نفسي على أحد، لأنني أومن بقدراتي واعتبر كل من تقلد المسؤولية علينا مساندته. - لقد تداول البعض خبر إبعاد ترشيحك خوفا من حصولك على أعلى تنقيط حسب المعايير المعتمدة؟ < قرأت هذا وأنا أشكر كل من أدلى بهذه الشهادة في حقي، والتي تؤكد بأن الأطر المغربية تتوفر والحمد لله على قدر كبير من الكفاءة، وأن عقدة الأجنبي انتهت. - انتهت بعد إلغاء ترشيحات المدربين الأجانب أليس كذلك؟ < هذا أول فوز حققناه بعد نكبة غانا، هذا انتصار كبير لكرة القدم الوطنية واعتراف بالكفاءات المغربية، ورجوع للمثل القائل ما حك جلدك مثل ظفرك، لأن الجميع وقف على حقيقة بارزة أن المغربي يشتغل بعقله ووجدانه وليس بجيبه، المدرب المغربي يخشى من لوم العائلة والجيران والشعب، لهذا يضاعف جهده من أجل تحقيق نتائج جيدة، المسألة ليست مسألة كفاءة فقط بل وطنية أيضا، الأطر المغربية يجب أن تؤمن بالشعار الأزلي الله الوطن الملك، وأن يتحولوا إلى جنود يرفعون راية المغرب ويحملون للشعب الفرحة التي ينتظرها. - في إطار فريق عمل طبعا؟ < في أي إطار المهم أن تكون الإرادة الوطنية حاضرة وأن نتغاضى نحن كمدربين عن الحزازات الضيقة ونتخلص من الأنا ونضع المصلحة العامة للوطن فوق كل الاعتبارات، لأن الأطر الوطنية تتكامل والبيت الشعري يقول إذا عرفت شيئا غابت عنك أشياء. - كيف يمكن تذويب الخلافات بين المشتغلين في مجال التدريب؟ < الخلافات في نظري مسألة طبيعية وعادية تحدث بين مكونات الجسد الواحد فأحرى بين العاملين في قطاع متجدد على الدوام كالتدريب، المهم أن نحتكم إلى الضمير المهني ونسعى إلى صيانة كرامة الإطار المغربي. - لكن البعض غاضب من وصفة المدربين الستة؟ < على الإنسان أن يؤمن بأن الأرزاق بيد الله، رزقك لن يذهب لشخص آخر مهما كانت الظروف، لو اجتمعت الأمة كاملة كي تسلبك شيئا قدر لك وكتب في صحيفتك فإنها لن تستطيع، للأسف البعض لا زال يتعامل بمنطق خوك في الحرفة عدوك، وهذا يجرنا طبعا للحديث عن ميثاق الشرف الذي نريد أن نراه مفعلا لا مجرد حبر على الورق، لأن إصلاح حال المدربين يبدأ بإصلاح أنفسنا. - قدرك أن تخلف هنري ميشيل كما حصل قبل دورة سيدني 2000؟ < العمل الذي قدمته لا يحتاج لتعليق لأنني تقلدت المسؤولية وقبلت تدريب منتخب أولمبي يحتل الصف الأخير، وتحملت الجمرة حبا في الوطن، كان ميشيل قد خسر آخر أوراقه في أبيدجان حين انهزم بأربعة أهداف لواحد، بعد شهر و 17 يوما تغير كل شيء وتمكنت بفضل الروح الجماعية التي زرعتها في فريق آمن بالإقصاء من تحقيق ما اعتبره البعض معجزة كروية، كنا في مجموعة تضم كلا من مصر وتونس والكوت ديفوار، فزنا على هذا الأخير بهدفين لواحد وهزمنا مصر في القاهرة برباعية أمام 70 ألف متفرج، وقمت بتغييرات كبيرة في المنتخب بإقحام ثمانية لاعبين جدد وكلهم من الممارسين في الدوري المغربي، اعتمدت فقط على عنصرين من الخارج هما وادو وبنكوار، الآن أغلب مكونات هذا المنتخب احترفت كالسفري ولمباركي وقاسمي وغيرهم. - لكن التشويش بين مكونات أسرة التدريب لا زال قائما؟ < نعم أنا تعرضت مليون مرة لمحاولات خسيسة من طرف بعض الزملاء سامحهم الله، تصور أنني كنت جالسا مع رئيس فريق كنت أدربه فاتصل به مدرب وقال له بأنه مستعد للتعاقد مع الفريق بشروط أفضل وعبر عن رغبته في أخد مكانتي، أسمعني الرئيس نص المكالمة، لكنني قلت له ألا يفشي هذا السر لأحد ولحد الآن ألتقي بالشخص وأسلم عليه دون أن أخبره بالواقعة، فقط أدعو له ولغيره بالهداية.