استنكر سكان جماعة بئر مزوي قبيلة أولاد إبراهيم بإقليم خريبكة منعهم من أداء شعائرهم الروحية والدينية صباح عيد القطر بمصلى "العين" القديمة بأولاد الصغير، وذلك بسبب الإقدام على تغيير مكان المصلى إلى ملعب لكرة القدم ببئر مزوي المركز دون سند قانوني. وأكد السكان، الذين وقعوا عريضة استنكارية، توصلت "مرايا بريس" بنسخة منها، وستتوجه إلى الديوان الملكي وإلى جهات حكومية، أن قرار تغيير مكان المصلى قرار أحادي الجانب وانفرادي، ولم يتم فيه استشارة أعيان القبيلة، فضلا عن المسؤولين بالجماعة والمنتخبين،وهو ما اثار حفيظة السكان. ويحمل السكان، مسؤولية هذا القرار الذي يصفونه ب"القرار الجائر والتعسفي" إلى عمالة خريبكة، ومندوبية وزارة الأوقاف الشؤون الإسلامية بالإقليم، فضلا عد جهات نافذة أصبحت تخلط السياسة بالدين، تدخلت من اجل تغيير مقر المصلى القديمة التي يعود تاريخها إلى أزيد من خمسة قرون، مؤكدين على أنهم بالرغم من قرار تغيير مكان المصلى فإنهم حجوا بكثافة، على المقر القديم جماعات وزافرات نساءؤ ورجالا، وأقاموا شعائرهم الدينية رغم كل التهديدات والضغوطات. وأوضحوا أنهم قاموا بعدة اتصالات ومحاولات من اجل الحفاظ على المصلى القديمة، كما قاموا باعتصام في جماعة بئر مزوي يوم الخميس امتد حتى بعد ساعة الإفطار للمطالبة بإمام يوم العيد، لكن تسويفات المسؤولين حالت دون ذلك وتم تركهم للاهتمام واللامبالاة. ويحمل السكان المسؤولية للجهات المعنية بالإقليم، التي تقصيهم من كل المشاريع التنموية، نتيجة الأضرار الصحية التي أصابت عددا من المصلين نساء ورجالا وخاصة كبار السن، عن طول الانتظار صباح يوم العيد، لتعيين امام، وذلك تحت أشعة شمس حارقة. ويؤكد سكان القبيلة أن تاريخ المصلى الذي يقام قرب مقبرة" تارونيت" التي تعد من بين أكبر المقابر على الصعيدين الوطني والإفريقي يعود إلى مئات السنين، كما يوجد بالمصلى" عين"طبيعية تعد منبع فرح وسعادة للكبار والصغار يوم العديد، ويطالبون السكان، بعدم طمس الهوية الروحية والتاريخية والطبيعية لأجداد المنطقة، والحفاظ على تاريخ المنطقة ومآثرها ومزاراتها الدينية وأضرحتها، بدل قتلها ونسفها. كما يدعون وزارة الثقافة ومنظمة اليونسكو إلى إيفاد خبراء دوليين لمعاينة المنطقة ومزاراتها وعينها الطبيعية وأضرحتها، وإعلانها تراثها إنسانيا وحضاريا للمنطقة رغم التهميش والإقصاء ومحاولة محو اثارها وهويتها الدينية والإسلامية من قبل غرباء عن المنطقة. ويطالب السكان الجماعة برحيل أحد الفقهاء الذي أصبح في ظرف وجيز يفتي في كل شيء، ويحل ويحرم دون حسيب أو رقيب من مندوبية وزارة الأوقاف، وهو الأمر الذي خلق البلبلة في القبيلة، وزعزع استقرارها الروحي، وخلق الكثير من الانشقاقات والنزاعات في القبلية، وهو ما سينعكس سلبا على عادات وعلاقات الناس في المستقبل. كما يتوجهون إلى أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره والله وأيده حامي الملة والدين، إلى حمايتهم من هذا التعسف والظلم والجور الذي أصاب القبيلة في الصميم، ويسعى إلى طمس الهوية الروحية للمنطقة، والذي يعد جزء لا يتجزأ من الذاكرة الحضارية للمملكة المغربية.