بدت ملامح أزمة جديدة تلوح في أفق العلاقات بين المغرب واسبانيا بعد منع الأجهزة المغربية تظاهرة كان نشطاء اسبان يعتزمون تنظيمها في قلب مدينة العيون بالصحراء مناصرة للبوليساريو، بحجة أنها استفزاز يرمي لعرقلة استئناف مفاوضات البحث عن حل لنزاع الصحراء. وتعود وقائع الأزمة الجديدة إلى قيام 11 مواطنا اسبانيا ينتمون لجمعية الكاناري للصداقة مع الشعب الصحراوي مساء السبت بالتظاهر في مدينة العيون في الصحراء الغربية، حيث حملوا أعلام البوليساريو وقمصاناً مكتوباً عليها الصحراء الحرة". وأبلغ شهود عيان جريدة القدس العربي أن مجموعة من الصحراويين الموالين للمغرب استفزهم مشهد رفع رايات من طرف أجانب في قلب العيون فاشتبكوا مع الإسبان وتدخلت الشرطة وساقتهم إلى المخفر للتحقيق معهم، في حين يؤكد الإسبان أنهم تعرضوا للضرب على يد الأمن المغربي. وأصدرت وزارة الخارجية الإسبانية أمس بيانا جاء فيها أن الإسبان ال11، وبعد التحقيق معهم والافراج عنهم، يوجدون في مبنى دار اسبانيابالعيون في انتظار سفرهم بحرا نحو جزر الخالدات (الكاناري) الليلة الماضية. إلى ذلك، تصدر الحكومة المغربية أي توضيح حتى مساء أمس،وكانت الجهة المغربية الوحيدة التي أصدرت بيانا هي جمعية الصحراء المغربية التي وصفت تظاهرة المواطنين الإسبان بالعمل الخطير والمستفز لمشاعر المغاربة. وتساءلت عن توقيت هذه التظاهرة التي تهدف لخلق توتر بينما يتطلع الجميع لاستئناف مفاوضات البحث عن حل نزاع الصحراء بين المغرب والبوليساريو.. وقال رئيس هذه الجمعية، رضا الطوجني بدل أن يساعد المجتمع المدني الإسباني في البحث عن الحل لنزاع الصحراء المغربية نجده يقوم بتأجيج الأوضاع بشكل مستفز ومن خلال عقلية إمبريالية محضة. في غضون ذلك، يرى المهتمون بالشأن الدبلوماسي بين اسبانيا والمغرب أن البلدين سيحاولان احتواء الأزمة الجديدة في صمت وبعيدا عن الضجيج السياسي رغم الاحتجاج الصادر عن المعارضة اليمينية الإسبانية.