أكد مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة، أن أكثر جمهور الفقهاء اجتمع على أن النقاب عادة وليس عبادة، فيما خالف بعضهم هذا الرأي وقال بوجوبه. وقال مفتي مصر خلال حديثه لبرنامج "نور الحق" أول أمس،و الذي يذاع على فضائية "اقرأ"، أن الحنفية والشافعية اجتمعوا على أن النقاب عادة وليس هناك دليلا على أنه من العبادات بل إن المالكية قالوا بأنه "مكروه" لأنه عادة والعادة يختلف حولها البشر طبقا للزمان والمكان والأحوال، لافتا إلى أن نص كتب الشافعية يقول "وأطبقت نساء المسلمين على ارتداء النقاب" وهذا معناه على أن النقاب عادة في رأيهم ولم يقولوا بأن الله أمر به. وأشار إلى أن أحد علماء الحنفية الإمام كمال ابن الهمام أجاز ارتداء النقاب في حال إذا ما كان وجه المرأة فتنة فيكون أفضل لها تغطيته، مؤكدا أن جمهور العلماء من المسلمين اجتمعوا على أن عورة المرأة هي الوجه والكفين لقول النبي صلى الله عليه وسلم لأسماء فيما أخرجه أبو داود "يا أسماء إذا بلغت المرأة المحيض فلا يبدو منها إلا هذا وهذان وأشار إلى الوجه والكفين". واستدل علي جمعة على أن النقاب "عادة" بأن الله أمر النساء بإظهار الوجه في الحج، قائلا "لا يمكن أن نأمر بكشف عورة فكيف يوجب الله كشفها في الحج، لدرجة أن المرأة إذا غطت وجهها بالنقاب في الحج وجب عليها الدم أي الذبح وهذا معناه أنها فعلت خطأ في الحج"، مشيرا إلى أن الشريعة لا تأمر بمنكر ولكنها تأمر بالمباح فكشف الوجه والكفين مباح، على حد قوله. وأشار إلى أن النبي جاءته امرأة تسأله، فأخذ الفضل بن العباس ينظر إليها خاصة وأنها كانت جميلة وكان الفضل شابا وانجذب إليها، فاخذ النبي يشيح بوجه الفضل والمرأة مازالت تسأل والنبي لم يقل لها غطي وجهك، كما أن النبي كان يذهب للنساء ليعظهن، فقامت امرأة "سعفاء الخدين" على حسب وصف الراوي لتسأل النبي في إحدى المسائل الفقهية، فهذا كله يدل على أن النساء لا تلبس النقاب إلا من باب العادة وأن النقاب ليس فرضا. وأوضح المفتي أن أهل مصر والشام والعراق خاصة في الحضر من النساء يكشفن وجوههن ونحن لا نأمر بترك العادات، لكن المجتمع هو الذي قرر هذا القرار في كشف الوجه عند النساء ولا يأثم على ذلك، بعكس أهل السعودية الذين يلتزمون تغطية الوجه، لافتا إلى أن لكل مجتمع ظروفه وعاداته التي اعتاد عليها ولا يستطيع أحد أن يأمر أي مجتمع بترك عاداته سواء بارتداء النقاب أو خلعه.