لنتفقْ أنّها لعبة تكتّلات، يتحكّم فيها رأس المال الفاسد، تلك اللّعبة التي تجعل كاتبة متواضعة الموهبة مثل «أحلام مستغانمي» تمثّل صورة الأدب في المغرب العربي، لكن على طريقة (سوبير ستار). فيما يظلّ كاتب عظيم مثل «إبراهيم الكوني» مجهولا للقراء. ثم تتأسّس جوائز ومسابقات رعوية، على غرار أمير الشعراء، ويُعطى جدول عمل لكل شاعر في القطيع، ويقال لهم، "اكتبوا ما يجلب السرور لمولاكم". إنها لعبة تكتلات... صاحب مشروع الإقحال العربي، يرسل عبر مستخدميه في كباريهات الشّرق الأوسط خطابا مفاده: "منّا المال ومنكم الرّاقصات، وهم... دعهم يتفرجون"... شركة وهمية في جلد دولة تؤدي دور منتج سياحي لإقامة حفلات ذبح الكتاب، وأخرى اختصرتْ كل أحلام مواطنيها الافتراضيين، في بوق إعلامي لا يتوقّف عن تصدير الغباء، وقبيلة يعتقد إمامها أن الأرض هي التي تدور حول الشّمس. يتحالف هؤلاء جميعا لإهدار طاقات شعوب كبيرة بحضاراتها وانجازاتها وثقافاتها. لصالح من يغلقون على الكتاب المصري في الجزائر وعلى الكتاب الجزائري في مصر، من يضبط الصّفقات، ومن يحرّض عليها هنا وهناك، ومن يدفع ومن يتلقى؟ غريب أمر هذه الدنيا... الجزائر ومصر، أي ربع العالم العربي)، يضعون بينهما جسرا منيعا، بأموال بترولية مشبوهة تريد احتكار المشهد وتتحكم في مشروع تدجين العقل وتركيعه. اللعبة واضحة تفوه على السماسرة... تفوه على باعة بول الإبل... تفوه على سوق عكاظ...، على النخاسة المعصرنة، على التجارة في الشعر، على العصبيات البائدة... الإعلام المصري كان رائدا وتم بيعه في وضح النّهار. أسكتوا الكتاب والمثقفين وجلبوا الفنانات المنقبات... أسكتوا العلماء وفتحوا كل المنابر ل "عمرو أديب" و"عمرو خالد" و"عمرو ذياب" وعمرو زكي"... و"عمرو موسى"... و"عمرو خراب".. وفي الجزائر أسكتوا كل شيء وحولوا مؤسساتنا الثقافية إلى غرف تبديل لنجمات ونجوم "باب الحارة"، وصار الجميع يتغني بأوهام الأدب المقاوم والفن المقاوم والوهم المقاوم... اتحاد الكتاب الجزائريين على رأسه شخص بلا رأس. عكاظية الشعر العربي، منبر للتشدد. الصالون الدولي للكتاب، ملعب كرة قدم، والجمهور سعيد يجمع كتب الوهاببة وكتب الفتاوى التكفيرية والكتب التي تدعو الرجال لضرب النساء وتدعو النساء للبس الجلباب... إن العالم ليس بخير عادل صياد ليس بخير محمد شكري ليس بخير مالك حداد ليس بخير محمود المسعدي ليس بخير نجيب محفوظ ليس بخير الطيب صالح ليس بخير إبراهيم الكوني ليس بخير عثمان لوصيف ليس بخير أمل دنقل ليس بخير نصر حامد أبو زيد ليس بخير محمد ديب ليس بخير محمد عفيفي مطر ليس بخير محمد أركون ليس بخير كل كتاب ومثقفي عرب أفريقيا ليسوا بخير... وأنا بالتأكيد لست بخير. علي مغازي شاعر وكاتب / الجزائر [email protected]