أشرف الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى، محمد يسف شخصيا على إعفاء رضوان بنشقرون، رئيس المجلس العلمي المحلي لعين الشق بالدار البيضاء، كما أشرف على تنصيب حسن أمين، الذي كان يرأس المجلس العلمي لعمالة مولاي رشيد، خلفا له، في حادثة عاصفة بواقع العلماء في مرحلة العهد الجديد. وأرجعت مصادر جريدة الصباح التي أوردت الخبر الجمعة الماضي إعفاء بنشقرون، إلى مواقفه من مشاركة المطرب إلتون جون، المعروف بمثليته الجنسية، في مهرجان موازين بالرباط، حيث اتهم أنه تصرف تحت تأثير تيارات إسلامية، ما اعتبر تجاوز لمهامه المحصورة في دائرته الترابية، وأضافت مصادر الصباح في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن الإعفاء يعتبر رسالة مشفرة إلى جميع أعضاء المجلس العلمي الأعلى، والمجالس العلمية المحلية في ربوع المغرب. وما لم تنشره الصباح ولا غيرها من الصحف الوطنية،أن قرار الإعفاء يتعلق بموقف بنشقرون من استدعاء إلتون جون في مهرجان فني ضخم يشرف عليه منير الماجيدي، أحد المقريين من الملك، وقد سبق لبعض الزملاء الذين تجرأوا على نقد الماجيدي، أن تعرضوا لمضايقات قضائية أو كان الإقفال والحجز والمصادرة، مصير المؤسسات الإعلامية التي يشتغلون فيها، كما جرى مع صحفية لوجورنال، وصحف أخرى. وتعتبر هذه سابقة من نوعها في المغرب في فترة حكم الملك السادس، أن يكون موقف عالم من علماء الدولة الرسميين، يتسبب في الطرد والإعفاء لأنه تجرأ على انتقاد مهرجان فني، يديره مقرب من الملك. ويربط المراقبون بين قرار إعفاء بنشقرون ومواقفه السابقة من مهرجان للمثليين كان سينظم بمدينة مراكش، حيث صرح آنذاك بخصوص إمكانية اعتبار إقامة مثل هذه التجمعات، وهل تعد بابا من أبواب إشاعة الفاحشة، بأن "الجواب عن هذا السؤال واضح بيّن ذكره الله عز وجل في سورة النور بصريح العبارة، وسواء تعلق الأمر بالمغرب أو المشرق فأرض الإسلام سواء في ضرورة مواجهة المنكرات، ومقاومة جميع مظاهر الانحراف في الأمة كلما ظهرت"، وأضاف كذلك أنه "لا مجال بعدُ للتهاون أمام مثل هذه المنكرات التي تسيء للمجتمعات، وتهدر الكرامات وتهدم بنيان الأخلاق والقيم الذي تشيده العقائد النبيلة، وعلى الجميع أن يواجهها بالرفض والاستنكار، وبالوقوف في وجه كل من يريد إشاعتها أو ترسيخها في المجتمع، وعدم الترخيص بأي فرصة لإعلانها أو ممارستها أو الدعوة إليها، والضرب على أيدي المنحرفين والشاذين من أهلها".