ضرب المشاهدون المغاربة يوم الأربعاء الماضي، 22 يونيو موعدا مع حلقة جديدة من برنامج "نقط على الحروف" الذي تبثه القناة الثانية، الدوزيم، ويمكن اعتبار هذه الحلقة، ولادة أول برنامج حواري سياسي في مستوى تطلعات المشاهدين المغاربة، ونقول هذا على علم بأنه توجد برامج حوارية سياسية في القناة الأولى والثانية، وأنه يصعب أو يستحيل تحقيق آمال المشاهد المغربي في البرامج الحوارية السياسية التي يحلم بها، كما أن الساحة الحزبية في المغرب خلال السنين والأشهر الأخيرة، لا يمكنها إلا أن تدفع بالمواطن المغربي الذي قاطع المشاركة في الانتخابات الأخيرة، التشريعية والجماعية، لأن يبقى على قرار المقاطعة، حيث أصبحت بعض الأحزاب السياسية تشوه العمل السياسي وتشجع على المقاطعة السياسية، وهذا ما تأكد من خلال التراجع الكبير في صورة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أومن خلال الإطاحة المكشوفة برئيس التجمع الوطني للأحرار. وجاءت استضافة نبيل بن عبد الله في الحلقة الأخيرة من برنامج نقط على الحروف، والأداء المتميز للباحث محمد ضريف والصحافي يونس دافقير، رئيس القسم السياسي بجريدة الأحداث المغربية، ليعود بعض الأمل لدى المشاهد المغربي، أنه بالرغم من تردي الإعلام العمومي، وهزالة البرامج الحوارية السياسية الكئيبة، سواء في القناة الأولى أو في القناة الثانية، يمكن للمشاهد المغربي أن ينتظر إنجاز برامج حوارية تقترب من طموحاته، أما النقطة السلبية في البرنامج والتي تحتاج إلى إعادة نظر، وتتعلق بمقدم البرنامج الذي كان في بعض الفترات، خارج الوقائع في فهم بعض الأجوبة. ويعتمد البرنامج على أسلوب جديد في التقديم، مخالف للأسلوب التقليدي والعتيق الذي يشاهده المغاربة في برنامج مباشرة معكم بالقناة الأولى أو برنامج تيارات بالقناة الثانية، وكلاهما برنامجان يتمنى أغلب المغاربة أن يتوقفا بشكل نهائي، لتردي مستواهما في كل شيء، حيث يعتمد "نقط على الحروف" في التقديم على أربع حصص، تخصص الأولى لأسئلة شخصية على الضيف، ثم فقرة ثانية يستضيف فيها مقدم البرنامج باحثا، وفقرة ثالثة يستضيف صحافيا، ثم الفقرة الرابعة حيث يطرح بعض ضيوف البرنامج الحاضرين في "البلاطو" أسئلة على الضيف. ورغم أن البرنامج تعرضت حلقاته الأولى للعديد من الانتقادات، وخاصة في الصفحات الإعلامية للصحف الوطنية، فإنه يبدو أنه تدارك بعض الهفوات، وتأكد لأغلب المتتبعين أنه تجاوز بشكل كبير رتابة وتقهقر باقي البرامج الحوارية السياسية في القناتين الأولى والثانية. وكان نبيل بن عبد الله، الذي أصبح منذ بضعة أسابيع، الأمين العام الجديد لحزب التقدم والاشتراكية، أكد خلال مشاركته الأخيرة في البرنامج، أنه يتعين أن ينخرط المغرب في جيل جديد من الإصلاحات لإعطاء نفس جديد للمسار الديمقراطي وقيمة جديدة للسياسة و عمق أقوى للديمقراطية، وأضاف أن المشهد السياسي المغربي في حاجة إلى إصلاحات سياسية جذرية خاصة في ما يتعلق بقانون الأحزاب، وإيجاد حل نهائي للترحال السياسي بأن تتحمل الأحزاب السياسية كامل مسؤوليتها في هذا المجال.