أكد أطباء مختصون في أمراض الدماغ والأعصاب أن داء "الابليبسيا" أو ما يعرف بداء الصرع أضحى أكثر انتشارا بين المغاربة، إذ يصيب حوالي 300 ألف شخص، 200 ألف منهم من فئة الأطفال والمراهقين الذين يقل عمرهم عن 20 سنة. ويتخوف المختصون من تزايد عدد الإصابات ب"الابليبسيا" من الدرجة المتقدمة، موازاة مع انتشار الأفكار الخاطئة عن المرض التي تعتبر النوبات الناتجة عن الصرع ذات صلة بعوالم الجن والمس والخرافة مما يدفع بالمصابين إلى اللجوء إلى الفقيه وممارسة الشعوذة الشيء الذي يؤخر الكشف المبكر عن المرض وعلاجه بالكيفية المطلوبة وفي الوقت المناسب. وذكرت مصادر طبية مختصة في أمراض الدماغ والأعصاب لجريدة " الصحراء المغربية" أن عدد المصابين بالداء من الذين يخضعون لعلاج طبي في المغرب يقل عددهم عن 50 ألف حالة، في الوقت الذي يقدر فيه وجود 250 ألف مصاب لا يخضعون لأي استشارة طبية مقابل لجوئهم إلى الخرافة والشعوذة هربا من نعتهم بالحمقى ومن إقصائهم من المجتمع أونعتهم بنعوتات قبيحة، علما أن المغرب يشهد سنويا ظهور 15 ألف حالة إصابة جديدة سنويا. وأوضحت المصادر أن الكشف المبكر عن المرض يضمن للمصاب العيش بشكل طبيعي، ويسمح له بممارسة حياة اجتماعية ومهنية عادية والتمتع بنفسية مستقرة، شريطة خضوعه للعلاج بالدواء المتوفر، وللمراقبة الطبية مرة كل ستة أشهر. وتحدثت نفس المصادر عن أن 80 % من المرضى يحتاجون إلى أخذ دواء واحد لتفادي حدوث النوبات المفاجئة للصرع وللعيش بشكل عادي، هذا في الوقت الذي يمكن فيه للطبيب المعالج أن يتخذ قرار وقف العلاج بعد مرور 3 إلى خمس سنوات من أخذ الدواء، بالنسبة إلى شريحة عريضة من المصابين بالصرع.