على طول مسار الحياة السياسية بالمغرب تنتصب أمام المتتبع حتى البسيط منه وابل من الأسئلة والإستفهامات عن سلوكات غير مفهومة بل تشكك المرء أحيانا عن وجود عقل وفعل سياسيين بالمغرب كما تبرز بوضوح ان الفاعل او الفاعلين في صناعة الأحداث وتحديد المسارات ليست بالضرورة الكائنات المرئية التي تدعي الفاعلية في الساحة والتي يبقى دورها التنشيط والتسويق فقط كما ان تسخين الطرح او تبريده لا يتحكم فيه طبيعة الحدث او حجمه حثما كما يقتضي المنطق البشري بل المحدد هو غايات الكائنات اللامرئية ومخططاتها انهم جنود الخفاء وصانعوا الحبكة الذين اختاروا أنفسهم دون استشارة الشعب لأنهم ليسوا في حاجة الى ذلك ماداموا لا يتواجدون من اجله ولكن من اجل ذواتهم وفي سياق هذا الكلام يمكن ان ندرج التهافت المسجل مؤخرا على الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تهافت أبان على ان اصطياد الفرص لنسف الأجسام الرافضة والجهات الممانعة بهذا الوطن والانقضاض عليها –وهنا اقصد الرافضين للنقيض الذي يشكل لهم زجاجة في أعناقهم وليس الذين يطالبون بالدمقرطة وتنقية الجمعية من الشوائب لما فيه خير هذا الإطار – وتوجيه الرأي العام ,ان كان هناك رأي عام أصلا ,وترتيب الأحداث أمامه دون ان تكون له يد طولى في ما يحدث واعتبارا لكون الكائنات السياسية المغربية- احزاب التكسب- تدري أنها لا حول لها ولا قوة والتي صارت أشبه بذيل الديك ينساق مع التيار فإنها حثما تنساق مع الأحداث المصنوعة في مناطق الظل السياسي دون تروي ولا إدراك للغايات الحقيقية أحيانا وراء تسخين الطرح ولا نجازف هنا أيضا ان قلنا ان بعض منها يستغل الامر لتحقيق ماربه الذاتية او الفئوية ولاتهمه مصلحة الوطن الذي راكم مكتسبات بالدم والنار ومهم يكون الامر بخصوص هذه الكائنات فإنها معذورة لان الذي لا يملك شرعية لا يمكن الا ان يكون كذلك وان يفر بجلده خير من التجرجير ,فماذا قالت الجمعية المغربية لحقوق الانسان يا ترى حتى تتعرض لهذه الهجمة العشواء هل طالبت بتقتيل الشعب او حرمانه من حقوقه او نفيه او تشريده او تفقيره او تجهيله او استعباده كما تفعل حكومتنا بالعلالي وكيف صارت طرف على لسان العارف والجاهل واستأسدت بفضلها كثير ممن ظللنا نعرفهم قطط تقتات على الفتات وأين مكامن التخوين في كلامها الذي سارع البعض في رميها به ومن يملك منا بارومترا لقياس درجة الوطنية لدينا ؟ ما يميز المغاربة للأسف الشديد هو سهولة انتشار الإشاعة في صفوفهم اكثر من الصدق –وتلك إحدى مميزات المجتمع الأمي - بل صار المجتمع المغربي مجتمع القيل والقال والنفخ في الأقوال ,الكثيرون منا وبالأخص ذوي النوايا الحسنة لا يضعون مسافة التأمل المطلوبة عند سماع الأخبار وخصوصا حينما تكون من قبل جهات مشكوك في صدقها وثابت عدائها لكل الرافضين سياستها .يقول المثل المغربي الدارج "لي بغا يبان يصلع " وهذا ما وقع فعلا اذ وفي الوقت الذي ينبغي ان يتجه فيه الجميع نحو مساءلة واقع المغاربة المأسوي والذي لا يبشر بالخير والوقوف على تصريح الوزير العجوز والاحتقان الاجتماعي وكل الإعطاب التي يعيشها البلد ولى المتحكمون في توجيه الأنظار الأدبار عن هذا كله وسارعوا الى الهرولة وراء المزايدين على اطار عرف عنه الجلد والتصدي والاصرار والرفض والفضح ونسج النساجون الماهرون في هذا الامر خيوط عدد من الاخبار وهولوا من قيمتها فقامت القيامة ولا ندري كيف ستنتهي ؟ الاطار الذي قذف ورمي و... هو جزء من الشعب المغربي ومناضليه من أقحاح الصف الكفاحي لهم احساس بهذا الوطن وتكبدوا من اجل هذا الحب والإحساس الرفيع سنوات اعتقال وقمع ومازالوا وظلوا وما استكانوا في الصراخ في وجه الظلم والجور مهما كان مصدره دون استحضار لحسب او نسب الم تقل الجمعية انها مع حل ديمقراطي لقضية الصحراء فاين العيب فيما قيل الا ننشد جميعا الديمقراطية التي ستحمين من كل الويلات المحتملة الا ان لي بغا يبان يصلع هو الدافع الى الهجمة الشرسة ضدها فكل من يريد ان يشبع بطنه او يرتقي بمكانته او يولي الانظار حوله عليه ان يركب حصان طرودة المغربي انه ملف الصحراء فبفضله اغتنى الكثيرون وسمسر السماسرة واحتل الطفيليون مراتب وبعضهم لم يسبق ان عرف الصحراء او حط قدمه في رملها لكن الاسترزاق من علامات هذا الزمن الم يكشكشون قبل شهور من فعلة امنتو حيدر فماذا حدث انهم يعلمون هل قالت الجمعية كلاما محرما حتى نصل الى هذه الدرجة من الاستنفار ولماذا هذا الكذب في واضحة النهار ان تجييش الشعب لا ينبغي ان يكون من اجل قضايا واهية وبالتأمر على إطارات ضلت ممانعة رافضة لتركعيه وإذلاله وعلى الراغبين في خلط الاوراق والذي ليس حبا في الصحراء ولا في تقوية تنظيم الجمعية وان كان بعضهم يقض مضجعه هذا الاخير لا يمكن ان يغطي حقيقة ساطعة هو الفشل الذريع الذي صار يصاحب سياسة الماسكين بزمام الامور وليعلموا انهم يجالسون هم انفسهم الانفصاليون بالداخل والخارج ويعلمون ان هناك من يخالفهم الرأي في حل القضية الم يسألوا انفسهم كيف تحولت البوليساريو من مرتزقة الى مفاوض فلماذا لا نثور ضد هذا التحول ام ان الصانع يرفض التشهير بجودة المصنوع وكيف تحول الاستفتاء من حل مقبول الى حل مردود وكيف كان مصير رافضي هذا الحل قبلا لا تكونوا قصيري الذاكرة . ايها الرافضون والممانعون والواقفون في وجه مخططات التجويع والتنكيل والتفقير وإحكام السيطرة على الشعب دون وجه حق اعلموا ان الجمعية المغربية لحقوق الانسان هي جزء منا وان وراء الهجمة ما ورائها وإننا لسنا بلداء ألم يقل شاب مؤخرا انه يطمح بان يصبح رئيس الجمهورية المغربية فاين هي ردود حراس المقدسات وجنودها ام ان الهدف ليس في القول بل في القائل واعلموا ايضا ان المثل يقول "أكلت يوم أكل الثور الابيض " وهو الان بين مخالب الأسود فقد حانت "نوبتها" لذلك لنحرص ان لا يؤكل ثورنا الابيض النقي مهما اختلفنا معه في عدد من الامور ومهما سجلنا عليه من المؤخدات .