لاحظ المتتبعون الرياضيون أنه بدأت من جديد حملة الإشاعات والأخبار اليقينية عند البعض الآخر حول تعيين مدرب أجنبي جديد للمنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، وهو البلجيكي إيريك غيريتس، وسينشغل الرأي العام بقيمة الصفقة وبطبيعة الامتيازات التي سيحظى بها المدرب الجديد، كما أنه حسب ما جاء في مواقع إلكترونية، فإن الصحف البلجيكية، نشرت صورا خاصة لمنزل فخم في العاصمة الرباط، وبعنوان عريض "هنا سيكون منزل إيريك غيريتس الجديد". إن خطورة هذه الأخبار، هو أنها تقوم بصرف نظر الرأي العام عن فساد القطاع الرياضي في المغرب، وخاصة قطاع كرة القدم، وليس ببعيد عنا، مسرحية صعود فريق من الحسيمة إلى القسم الوطني الأول، وذلك لأن رئيسه هو إلياس العماري، وهو مقرب من فؤاد عالي الهمة، ولا يمنع هذا التواطؤ السياسي والرياضي، من توجيه التحية إلى جميع فرق الريف المهمش، ولكن مواجهة التهميش لا تكون عبر تشجيع الفساد الرياضي والسياسي. وإذا استمرت الأحوال على هذه الوتيرة، فإنه قد نسمع أن فريقا حديث التأسيس، من إقليم الرحامنة، سيفوز ببطولة القسم الوطني الأول، لأن رئيسه هو الهمة، وبالتالي، سيكون سهلا استقدام لاعبين ومدراء ومدربين، وسوف يهيمن على الساحة الكروية المغربية. ومن علامات فساد القطاع الرياضي في المغرب، أن الوزير الوصي، أصبح كذلك، ليس لأنه كفؤ ومؤهل، ولكن لأنه صديق منير الماجيدي، فتم تعيينه في حزب سياسي، ولا يتردد في بعض التصريحات التي يدلي بها من التأكيد على أنه لا توجد لديه أي عقدة نقص إذا كان منتميا إلى حزب سياسي يميني أو يساري. أما المسؤول عن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، علي الفاسي الفهري فلا يخرج عن عائلة عباس الفاسي، رغم أنه مسؤول عن قطاع استراتيجي آخر، هو المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، لأنه المدير العام لهذا المكتب، ومع ذلك، فقد تم تعيينه لتدبير قطاع الجامعة الملكية المغربي لكرة القدم، بما يعني أن المغرب يعاني من قلة الكفاءات القادرة على تدبير هذا الملف، وهذا أمر غير مقبول في جميع بلدان العالم، باستثناء المغرب. إن قضية تعيين إيريك غيريتس مدربا وطنيا للمنتخب الوطني مجرد علامة من علامات الفساد الذي تعاني منه الرياضة المغربية بشكل عام، ولذلك يجب تقبل تعيين منصف بلخياط وزيرا للشبيبة والرياضة، دون أن يكون مؤهلا لذلك، ويجب تقبل صعود فريق الحسيمة، عبر التدخل السياسي لإلياس العماري لأنه صديق فؤاد عالي الهمة، إضافة إلى أن وزير الشبيبة والرياضة، اعترف منذ أسابيع قليلة بأن الفريق سيصعد للقسم الوطني الأول، رغم أنف الرأي العام، ويجب تقبل أن يصبح فريق هامشي من إقليم الرحامنة، فائزا ببطولة القسم الوطني الأول، إذا أراد الهمة ذلك.