افتخرنا، وحق لنا أن نفتخر بأسود ولبؤات استرخصوا أرواحهم في سبيل نصرة قضية فلسطين الجريحة، رفعوا راية المغرب خفاقة في أسطول الحرية، نابوا عنا جميعا في التضامن الواجب دون قيد أوشرط. أقل ما كان ينتظرهم موت محقق أو سجن مؤبد وتعذيب مذل في سجون الاحتلال الغاشم،لكنهم صنعوا قرارهم بأيديهم بعدما علموا أن للحرية ثمنا يدفع. نِعْم الرجال والنساء أنتم ،نحملكم تاجا كلكلا على رؤوسنا، لقد أثبتم أن في الأمة أبطالا قادرين على كسر الحواجزو الوصول إلى المبتغى مهما كان الثمن. أيتها النساء المغربيات زغردن بملء الفم واللسان، واحتفلن بأبنائكن وبناتكن السبعة،الذين رفعوا رؤوسنا فوق الثريا، ورسموا لنا طريق النصروالانعتاق،وعلمونا أن الحرية تنتزع ولا تعطى، وأن الحق يؤخذ ولا يمنح. أيتها الأنظمة العربية المتخاذلة يا من بعتم فلسطيننا،وفسحتم الطريق لعدونا، لصلبنا و تعذيبنا،عودوا إلى رشدكم،وتصالحوا مع شعوبكم ،وافسحوا الطريق لقوافل الحرية إن عجزتم أنتم عن ذلك،وإلا تساقطتم تباعا كأوراق الخريف، فقد آن الأوان لتحيى الشعوب، لتقول كلمتها ، لتحول خطاباتها إلى أعمال ميدانية. فإن للشعوب قوة لا تقهر وإرادة لا تنكسر،وقد صدق الشاعرحين قال: إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي و لابد للقيد أن ينكسر لقد كانت فلسطين الصامدة وما تزال، وستظل، المحك الحقيقي والمؤشر الواقعي على مدى قوة الشعوب العربية المسلمة وتحررها، أو انهزامها وخضوعها، فما دامت فلسطين جريحة سليبة،فالشعوب مهزومة، منحطة،مغلوبة. لقد أتت قافلة الحرية لتطرح سؤال التحرر والانعتاق على هذه الدول المغلوبة على أمرها، فمتى ستعلن شعوبنا تحررها من القبضة الحديدية للحاكم العربي، الذي يلتصق بالكرسي و لا يفارقه أبدا؟؟ متى ستبني ديمقراطيتها بسواعد أبنائها، وتضع حدا للحكم الجبري الوراثي المستبد، والتبعية العمياء للغازي والمحتل؟ لقد جرحنا في كرامتنا جرحين عميقين غائرين متتاليين،- خلال هذا الحادث- جرح الاعتداء الصهيوني الغاشم الظالم على أهلنا في أسطول الحرية،وجرح آخر أعمق، حين منعتنا السلطات المغربية من استقبال إخواننا وأخواتنا والاحتفال بهم،- و هذا أقل واجب في حقهم- إنه دليل قاطع على تسلط المخزن على رقابنا،وإحصائه لأنفاسنا،وسيادة تعليماته التي لا تترك مجالا لأي قانون. ولا غرابة فقد اعتدنا من "سلطاتنا المحترمة" المنع والقمع تحت مبرر "الجانب الأمني". ولكن ليطمئن "مخزننا"، فكل ممنوع مرغوب، لقد تربع أولئك الأبطال والبطلات على قلوبنا،وتشربنا منهم روح الصمود والتضحية والنضال والتحدي. فسجل يا تاريخ ارتباط الشعوب العربية المسلمة بقضية فلسطين،و تخاذل الأنظمة العربية في اتخاذ موقف حاسم حازم من العدو الصهيوني الغاشم،والتطبيع معه ضدا على إرادة الشعوب وحريتها. إننا شعوب حرة اخترنا الحرية،ولا بد أن نعيش أحرارا مهما كان الثمن،فالظلم والطغيان مهما طال أمده، إلى زوال،وشمس الحرية والانعتاق متى غابت ستشرق من جديد،فاطمئنوا يا أهلنا في غزة وفي جميع أراضي فلسطين،إن قوافل الحرية والنصر قادمة،سيقودها أحرار الشعوب المؤمنة بقضيتكم العادلة، الذين استعادوا حريتهم و صنعوها بعدما سلبت منهم، واخسأوا يا بني صهيون،يا مغتصبين، يا أحفاد القردة والخنازير،فإن موعدكم الصبح،أليس الصبح بقريب؟