أعرب عباس الفاسي الوزير الأول، عن عدم رضاه إزاء عمل فرق أحزاب الأغلبية الحكومية بغرفتي البرلمان، داعيا إلى جعل الدورة التشريعية الربيعية المقبلة موعدا للقطع مع أساليب تلك الفرق في مساءلة الحكومة. ونقلت مصادر صحفية عن الفاسي قوله، لدى استقباله، الثلاثاء، في منزله بالرباط، رؤساء فرق أحزاب الأغلبية بالبرلمان:" أريدكم، خلال الدورة التشريعية المقبلة، أن يكون عملكم تحت قبة البرلمان أكثر تنسيقا، وأكثر فعالية، وأكثر التزاما". وحسب مصدر حضر هذا الاجتماع المغلق، الذي دام زهاء ثلاث ساعات، فإن الوزير الأول حث رؤساء فرق أحزاب الاستقلال، والاتحاد الاشتراكي، والحركة الشعبية، والتقدم والاشتراكية، والتجمع الوطني للأحرار، على "محاربة ظاهرة الغياب، وتبادل الآراء، والتفكير في إعادة النظر في النظام الداخلي لمجلسي البرلمان، تفاديا لتكرار الأسئلة". وكان عدد من وزراء حكومة عباس الفاسي اشتكوا ظاهرة تكرار الأسئلة ذاتها بين فرق مجلسي النواب والمستشارين، بل كادت أسئلة لفرق الأغلبية الحكومية بالبرلمان، في كثير من المناسبات، أن تفسد علاقة الود بين أحزاب تلك الوزارات، وأحزاب الفرق صاحبة السؤال. ارتباطا بالموضوع ذاته، ذكرت مصادر مطلعة أن الإستقلالية ياسمينة بادو وزيرة الصحة، سبق أن اشتكت لعباس الفاسي فريق حزبها بمجلس المستشارين، الذي يرأسه القيادي الاستقلالي، محمد الأنصاري، إثر "تعقيب قاس" لأحد أعضائه على جواب للوزيرة. وحسب إطار بأحد تلك الفرق، يضطر موظفو وأعوان فرق أحزاب الأغلبية الحكومية في غرفتي البرلمان إلى إعادة صياغة سؤال كتابي أو شفوي، أو ما يعرف بإحاطة علما، مرات ومرات، بتشاور مع رئيس الفريق، حتى يستقر الرأي على الصيغة "المواتية"، التي لا تتعارض مع صون الالتزام الحكومي مع حزبه. وانتهز عدد من رؤساء الفرق، المدعوة إلى بيت عباس الفاسي، مناسبة حضور الوزير الاشتراكي المعين، المكلف بالعلاقات مع البرلمان، إدريس لشكر، لتجديد رفع مجموعة من المطالب إلى الحكومة.