عبر الوزير الأول، عباس الفاسي، عن عدم رضاه إزاء عمل فرق أحزاب الأغلبية الحكومية بغرفتي البرلمان، داعيا إلى جعل الدورة التشريعية الربيعية المقبلة موعدا للقطع مع أساليب تلك الفرق في مساءلة الحكومة. وقال الفاسي، لدى استقباله، أول أمس الثلاثاء، في منزله بالرباط، رؤساء فرق أحزاب الأغلبية بالبرلمان "أريدكم، خلال الدورة التشريعية المقبلة، أن يكون عملكم تحت قبة البرلمان أكثر تنسيقا، وأكثر فعالية، وأكثر التزاما". وحسب مصدر حضر هذا الاجتماع المغلق، الذي دام زهاء ثلاث ساعات، فإن الوزير الأول حث رؤساء فرق أحزاب الاستقلال، والاتحاد الاشتراكي، والحركة الشعبية، والتقدم والاشتراكية، والتجمع الوطني للأحرار، على "محاربة ظاهرة الغياب، وتبادل الآراء، والتفكير في إعادة النظر في النظام الداخلي لمجلسي البرلمان، تفاديا لتكرار الأسئلة". وكان عدد من وزراء حكومة عباس الفاسي اشتكوا ظاهرة تكرار الأسئلة ذاتها بين فرق مجلسي النواب والمستشارين، بل كادت أسئلة لفرق الأغلبية الحكومية بالبرلمان، في كثير من المناسبات، أن تفسد علاقة الود بين أحزاب تلك الوزارات، وأحزاب الفرق صاحبة السؤال. ارتباطا بالموضوع ذاته، ذكرت مصادر "المغربية" أن وزيرة الصحة، الاستقلالية ياسمينة بادو، سبق أن اشتكت لعباس الفاسي فريق حزبها بمجلس المستشارين، الذي يرأسه القيادي الاستقلالي، محمد الأنصاري، إثر "تعقيب قاس" لأحد أعضائه على جواب للوزيرة. وحسب إطار بأحد تلك الفرق، يضطر موظفو وأعوان فرق أحزاب الأغلبية الحكومية في غرفتي البرلمان إلى إعادة صياغة سؤال كتابي أو شفوي، أو ما يعرف بإحاطة علما، مرات ومرات، بتشاور مع رئيس الفريق، حتى يستقر الرأي على الصيغة "المواتية"، التي لا تتعارض مع صون الالتزام الحكومي مع حزبه. وانتهز عدد من رؤساء الفرق، المدعوة إلى بيت عباس الفاسي، مناسبة حضور الوزير الاشتراكي المعين، المكلف بالعلاقات مع البرلمان، إدريس لشكر، لتجديد رفع مجموعة من المطالب إلى الحكومة. وعدد مصدرنا تلك المطالب في تحمل ميزانية مجلسي البرلمان، أو الدولة، 80 في المائة من مصاريف التنقل عبر الطائرة، والمبيت بالفنادق المصنفة، ورفع التأمين على وفاة برلماني، إلى 100 مليون سنتيم، بدل 50 مليونا. وفاجأ رئيس فريق برلماني الحضور بالقول "راه البرلماني خصو يخلص 100 درهم في أوطيل 4 نجوم، و20 في المائة من بيي الطيارة، والفرق يخلصو البرلمان، عاد قولوا غادي نحاربو ظاهرة الغياب". وذكر مصدر "المغربية" أن عباس الفاسي، وكذا الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، إدريس لشكر، آثرا عدم الرد على هذا البرلماني، قبل أن ينفض الاجتماع، الثاني من نوعه هذا العام، في حدود منتصف الليل، بعد عشاء هيمن عليه الكباب.