إن الوفاء للإسلام لا يعني الإحتفاظ بالرماد ، بل بحمل الشعلة و نقلها من جيل لآخر" روجيه جارودي 0 إن التحدي المطروح على الحركات الإسلامية في تدافعها مع قوى الإستكبار العالمي و "الأعلون" منا ، أن تعرف كيف تدير الإختلاف فيما بينها ، و ذلك بالتعامل من منطق العوامل المشتركة حتى تقل حدة النزاعات الجزئية و الصراعات الهامشية ، و التي تقتل الوقت و بالتالي تستهلك الجهود و الطاقات فيمالا طائل من ورائه0 إن قوى الإستكبار العالمي و "الأعلون" يدركون أن رهانات المستقبل لن تكون في صالحهم ، و أن الإبقاء على خيارات الوضع الراهن و المحكوم بالإستبداد و الإلغاء لحق الإختلاف و محاصرة الفكر الحر ، ما هو إلا تعطيل ، أو تأخير لعجلة التغيير القادمة لا محالة ، لأن الأعلون على مر التاريخ يجدون في أي تجاوز للواقع الذي يسيطرون عليه زعزعة لوجودهم ، و هزا لمراكزهم ، و لهذا كان مهمتهم غمض عيون الناس على هذا الواقع و وضعهم في إطار رؤية أحادية0 وهكذا أصبحت مهمة الحركات الإسلامية دقيقة للغاية ، إذ الخروج بالأمة من دائرة التخلف و النكوص عن مواكبة الركب الحضاري ، يستوجب تبصيرها أي الأمة و تمكينها من معرفة سنن و قوانين تغيير ما بالأنفس و الآفاق ، التي سخرها الله عزوجل في هذا الكون ، و التي تعطي إنسانا ذا وعي حضاري فاعلا و مؤثرا ، ولكن هذا وحده قد لا يؤدي الى " تمكين الرضى " و الإستخلاف في الأرض ، لتحقيق الشهود الحضاري على العالم ، إن لم يكن السمع و البصر و الفؤاد كل أؤلئك متجهون تلقاء السماء ، لتحقيق معية الله عزوجل ، مع إستثمار مقومات الإقلاع التي تمتاز بها الأمة عن باقي الأمم : 1 الوحي المجرد عن حدود الزمان و المكان ، القادر على تغيير الحال 2 النموذج التطبيقي لهذا الوحي ( السيرة النبوية و سنة الأئمة ) الذي يشكل الإطار المرجعي للتعامل مع هذا الوحي في كل زمان و مكان 3 الطائفة القائمة على الحق ، و التي تعتبر الدليل على أن هذا الوحي قادر على الإنتاج في كل الأزمنة و المجتمعات 4 الموعود الإلهي و النبوي أن الأرض يرثها العباد الصالحون 0 إذن هل ستكون الحركات الإسلامية في مستوى التحدي القائم ؟ و هل ستدرك حجم الرهانات المطروحة ؟ ذلك ما نريد ؟