كان وليّ العهد و القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية يتأهب لإقتحام ممثلة أمريكية من الدرجة الثانية، كان قد فرغ من تسليمها شيكا بمليون دولار لقاء حلولها بفراشه لليلة واحدة ، حين دعي للقاء والده المحتضر ... دخل عليه متبرّما، بمجرّد جلوسه الي جانب فراشه، شرع الملك المحتضر يقول بصوت متقطع: أي بنيّ، أردت أن أدلى لك ببعض المواعظ التي قد تنفعك في مسيرتك القادمة... ... أي بنيّ أرم عنك الطوباويّة و أنبذ الوعود التراثية.. ... أي بني لتكن زجاجة ويسكي فوق طاولة تشربها رفقة جاكلين أو "هنّا " أوثق لديك من ملء المحيط الأطلسي من خمر الجنة! و لتكن سوداء أثيوبية، فوق التبن ملقيّة، كأن بشرتها ليلة شتويّة، أضمن لديك من مائة حورية على الفرش الحريريّة. ... أي بنيّ انكح نكاح مودّع، و كل أكل من يموت غدا. ... أي بنيّ... حتى يهلك الكهل و الصبيّ، و تبقي أنت الحيّ، ليكن أوّل الطبّ لديك الكيّ!! .... أي بنيّ، أهدمها على رأس من بناها، و أبطش بطش من لا يخاف عقباها. .... أي بنيّ أوصيك بالرعيّة شرّا، فليس أضمن من تجويعها و ترويعها، سبيلا لدوام طاعتها، و لزومها جماعتها "أفرض عليها الموت حتى ترضى بالحمّي" ثم تحمدك عليها. ... أي بنيّ. إن خشيت فردا فأنسف دارا، و إن خشيت دارا فأنسف قرية، و إن توجّست من قرية، فانسف مدينة. .... أي بنيّ كن لأمريكا سجّادا تكن لك سربالا، و كن لها نعلا، تكن لك سروالا... تطلّع ولي العهد الي ساعته الذهبية، تأفف طويلا، حدّث نفسه" سأهب هذا القرد العجوز دقيقة أخرى فقط، ليذهب بعدها الي الجحيم" بلغه صوت والده: أي بنيّ أخفض لأمريكا جناح الذلّ، ولا تلعب دور البطل... أدر لها الخدّ بعد الخدّ، و لا تؤخر خيانة اليوم الي الغد، فقد ذهب زمن الإديولوجيات، و ولّى عصر البطولات، بعد كمال دين الديمقراطية، ودخول الناس أفواجا تحت المظلة الأمريكية. .... أي بنيّ، الله الله في أمريكا لا تلتمس لها شريكا. بيدها إقامة و تقويض الدول و الممالك، ولا يزيغ عن طاعتها إلا هالك، بعروتها أعتصم، وأحرص على أن لا تسمع منك إلا "ياس، ياس" أي نعم، نعم ، فموجز الكلم " قل أمريكا ثم أستقم "، أي بنيّ... ضجّ ولي العهد من كثرة ما سمع، خطرت بباله مونيكا المهجورة في أشهى وضع و صورة، انتفض قائما كالمسعور، دنا من والده، نزع عن وجهه كمّامة التنفس اٌلإصطناعي التي كانت تربطه بالحياة، و تمنع وروده معسكر الأموات. جحظت عينا الملك زاد صدره اهتزازا و جبينه تعرّقا، امتدت يدان واهنتان تمسكان سترة القاتل . تأخر ولي العهد خطوتين، بعد أن نجح في تخليص نفسه من قبضة الرجل الذي يكابد آلام النزع. قال وهو يسوّى ما تشوش من لباسه: آسف، انتهت حصّتك التي وهبتها لك من وقتي الملكيّ، كان يجب عليّ أن أقوم بهذا الإحتياط الأمنيّ. هكذا علمتني. فلا يعقل لمن يسابق الردى وقد يموت غدا، أن يترك شقراء أمريكية على الفراش منسيّة . .. كما لا يمكنني تركك وحيدا، فقد تعيّن سواي، فتبطل مسعاي! اتجه ولي العهد الي مرآة قريبة، سوّى شعره. قبل أن يحكم اغلاق الغرفة التي تضمّ الملك المحتضر، ألقى نظرة أخيرة على الشيخ الذي كان يجود بآخر رمق. أشار إليها محييا: " آم فيري سوري" أيّها المعلّم الأب... أبلغ تحيّاتي إلي أبي لهب!