في أواخر القرن التاسع عشر وبالضبط في سنة 1869 ،تأسست في أمريكا منظمة"فرسان العمل"كتنظيم نقابي يسعى إلى الدفاع عن الطبقة العاملة المقهورة من أجل تحسين ظروف عملها،ومع تطور الوعي النقابي لدى العمال تأسست هيئة للعمال سنة1886 التي دعت إلى إعتبار يوم فاتح ماي يوم إضراب عام عن العمل من أجل المطالبة بحقوقها، حصلت في ذلك العام مواجهات بين العمال و الشرطة أدت إلى العديد من القتلى و حوكمعلى بعض متزعميها بالاعدام،منذ ذلك صار فاتح ماي عيدا للعمال . لكن و الحالة هاته فقد عيد العمال كنهه، على الأقل بصيغته المغربية، كيف ذلك؟ أضحى عيد العمال _الذي لا يفصلنا عنه سوى بضع أيام_حقلا خصبا لمجموعة من الأطراف التي تأتي فقط لتمرير خطابات حزبية جوفاء لا تمت بصلة في باطنها بالعمال و لا حتى بعيدهم ،نقابات لا تعد و لا تحصى يهرول أصحابها وراء مصالح ضيقة متدرعين بالدفاع عن العمال، في حين أن العمال الحقيقيين من مياومين و حرفيين و مهنيين...يعملون حتى في شمس فاتح ماي إيمانا بهم من لا جدوى الخروج إلى الشارع لأن هناك من يتربص بهم كي يكسب المزيد على حسابهم. صار عيد العمال مناسبة أيضا للمخزن كي يؤكد حضوره من خلال أذياله التي ترفع شعارات تمجد العرش و تدعو له بالدوامغير ابهين بالعمال الشهداء اللذين سقطوا في مثل ذلك اليوم من سنة1886 من طرف المخزن. مجمل القول أنه من لا يعيش إلى جانب العمال لن يعرف مدى فظاعة ما يعانونه بدءا بمقاولات البناء التي تشغلهم في غياب أدنى شروط الإنسانية مرورا بالمعامل و المصانع...لكن الكل يتناسى ذلك بل تجاوزوه كي يعتدوا على عيدهم بغير حق. على أية حال أقول :عيدكم سعيد يا عمال العالمو كل عام...