حملت القلم بغية التعبير و الإفصاح كوني إنسان يعشق الكتابة و يملئه الود للادب العربي ، وبعد برهة وقفت متأملا بالله علي على ماذا سأتحدث بالضبط؟ لقد تهت و ضعت وسط متاهات مواضيع كثيرة تدور عناوينها في مفكرتي ، فهل افتح نقاشا حادا للوضعية الاجتماعية المزرية للبعض أم أغير الوجهة و اذكر بالمشاريع التنموية فبالتالي لا أساس لموضوعي ، أم أني استشهد بالانهيار الذي يصيب المجال التعليمي للتراجع الملحوظ في الميدان لكن سرعان ما أتذكر المخطط الاستعجالي القائم بدوره ، و بعد هنيهة أتذكر المجال الديني الذي لطالما استحوذني التطرق له و الدخول في غماره لكني لا افقه فيه كثيرا فأحاول الابتعاد قليلا كي لا أكون رويبضة مخافة للذنب . فهكذا نحن في حياتنا اليومية دائما ضائعين و مشتتي الأفكار لا ندري ماذا سنعمل و ماذا سنعمل، نعيش في فوضوية عارمة ثم تجدنا نشتم الزمان و الظروف و صدق الشاعر لما قال فيما يخص هذا الباب نعيب زماننا و العيب فينا و ما لزماننا عيب سوانا فالإنسان بطابعه الغرائزي إن لم يكن إيمانه قويا و شخصيته متماسكة سهل أن تسكنه الأهواء و الشياطين و منه يتراخى و يخمل و تتحكم فيه تلك الأخطار الشيطانية التي لا تدعوه إلا للخمول فيكون وضع حدا و بداية لنهايته ، و كذلك الحال بالنسبة لنا لا نحارب و لا نقاوم و لا نفرض وجودنا بل يفرض علينا ، لقد وهبنا الله عقلا و حواس و أعضاء تتفاعل فيما بينها لتكون جسما قويما لا عليلا ، إن لنا خيرات كبيرة لا نستغلها نحب التهاون و الانحطاط و الخسارة ، لا نربي عزة نفس ، أتمنى أن يفهم قصدي جيدا . علينا ألا ندع أنفسنا ضائعين و تائهين ، علينا بالرقي و التنافس و الترابط لنخلق شعبا و مجتمعا و امة عربية تسمو للأمام و ترفع الشعار بدل الاحتقار الذي نلاقيه ، إن لنا صوتا سيسمع يوما في كل البقاع لن نتهاون بعد الآن و لن نتيه بعد الآن ، سنتخذ قرارا حاسما بشجاعة و لن نتردد إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فان فساد الرأي أن تترددا هيا لنظهر النخوة العربية على أحقيتها ، هيا لنري الآخرين المغاربة على أفضليتهم ، اني أغار على بلادي و أمتي لماذا نحن متخلفين ، لن اسكت على الحق و سأعبر الوديان و الجبال و كل العقبات لأقول : سأناضل لأرفع شعار الأمة ، سأخبر الجميع باني مغربي و افتخر ، لا أنكر أننا نعاني من نقص و موبقات اجتماعية خطيرة لكن ذلك ليس إلا سببا لي و لك كي نسعى لمحاربتها و الصمود ضدها ، إخوتي إنني مغربي و افتخر. رأيت و عايشت أمور عجيبة، وسمعت تعليقات سافلة و تعقيبات سخيفة لكنها ربت داخلي حس المناضلة و الاستمرار، إنني مغربي و افتخر. لن ثم لن نستسلم فشعاري في الحياة هو الاجتهاد بعض الظلم و القهر و كل ما يصيبنا و سيصيبنا جراء القمع الذي نلاقيه ، حيث نتهم باسوء الصفات و انعدام الأخلاق فينا فيما متهمنا اسوء منا ومن عجب الأيام أن تبتغي الم هذب في الدنيا و لست مهذبا إنني مغربي و افتخر