ابن رشد : يوم في حياة المؤلف 1 / إن السؤال الذي يثور بصدد النص الثاني : ما الذي يجعل كاتبا يتمثل نصا أو يحاكيه ، في محاولة للتخييل من داخله ؟ 2 / يستهل " عبد الفتاح كيليطو" نصه " يوم في حياة ابن رشد" بالإحالة المرجعية على نص " بورخيس" : " بحث ابن رشد"..هذه تمتد لتطول أثر جنس الشعر في النفس،حيث يرد سند إذا اعتمد من نهايته يتخذ الترتيب التالي: كيليطو، بورخيس، ابن رشد، عبد الرحمن الداخل..و في حالة الارتهان للبداية ينحو الترتيب الآتي: عبد الرحمن الداخل،ابن رشد،بورخيس و عبد الفتاح كيليطو..و في الحالتين تتحدد البداية و النهاية ب:" عبد الفتاح كيليطو" المؤلف.. يقول البيت الشعري المعتمد ، و هو لعبد الرحمان الداخل ، و استشهد به ابن رشد: " نشأت بأرض أنت فيها غريبة فمثلك في الإقصاء و المنتأى مثلي ".. يحيل الخطاب في صدر البيت على نخلة..و أما في عجزه فعلى تشبيه حال النخلة بالذات: ذات عبد الرحمان الداخل و يتقنعها ابن رشد..ذلك أن قرينة المشابهة تكمن في الإحساس بالغربة : أ / غربة النخلة.. ب / غربة عبد الرحمان الداخل.. ج / و غربة ابن رشد.. ما يترتب عن الغربة ، الحنين.قد يكون للشرق الأصل ، أو غيره إذا كان الشرق يرفض ويواجه..أعتقد بأن البيت المحال عليه ، يمكن إيراده في النص الأول:" ترحيل ابن رشد" لطبيعة المواءمة و الانسجام بين معنى النص و الوارد في ضمن البيت: 3 / يحق تحليل النص الثاني وفق التقسيم: أ / العرض.. ب / التلخيص.. ج / التفسير و التأويل.. أ إن الفكرة المقصودة بالتعبير في النص الثاني ، ترتبط بعلاقة ابن رشد المؤلف بالتأليف..من تم فهي زمنية يتحقق اختزالها وفق العنوان في يوم واحد..و كأن ما يطول اليوم ، يمتد بامتداد الحياة ( حياة المؤلف).. يرد في النص الأول " ترحيل ابن رشد" ( لسان آدم) التالي: ( و حسب أقوال من ترجموا له فقد كان يخصص الليل للنظر و القراءة ، إلا ليلة وفاة أبيه و ليلة زواجه..) " ( ص/ 64) و في النص الثاني " يوم في حياة ابن رشد" ( الأدب والارتياب) : "..لقد كان حسب من ترجموا له ، يشتغل بالليل ، و لم يتوقف عن العمل إلا ليلة زفافه و ليلة وفاة أبيه.." ( ص/ 62) إن حياة ابن رشد المؤلف ( القارئ / الكاتب / العالم) تختزل في يوم واحد: النهار.. الليل.. تأسيسا على الاشتغال، سيتم التعرض للخطأ الذي وقع فيه ابن رشد، بتبنيه ترجمة " متى بن يونس" لكلمة كوميديا بالهجاء ، و تراجيديا بالمديح..يرد في " لسان آدم" : "..ورث ابن رشد عن هذه الترجمة ( المقصود ترجمة أبي بشر متى لفن الشعر) و في شرحه،باشر التراجيديا و الكوميديا كما لو كانتا مديحا و هجاء ، و بسبب هذا الخطأ الأولي ، كان محكوما عليه بالغلط من أول مؤلفه إلى آخره ، وأن يهيم في متاهة لا مفر منها و لامخرج.." ( ص / 66)و في " الأدب و الارتياب" : "..بالأمس استوقفته كلمتان مريبتان وردتا في بداية فن الشعر هما : تراجيديا و كوميديا.." ( ص / 60) إن العرض كما سلف يتعلق بحياة مؤلف كما تدوولت.. ب إن الإحالة في بداية " يوم في حياة ابن رشد" على بورخيس ، استلزم وضع المتلقي في الصورة ، و ذلك بتلخيص نص بورخيس " بحث ابن رشد" و التوسيع بالإضافة إليه.. تتخيل شخصية ابن رشد نهارا و هي بصدد تحريم تهافت التهافت..و في السياق،يسترجع الأمس ، حيث تم التوقف عند كلمتين وردتا في " فن الشعر" : تراجيديا و كوميديا..و تم بصددهما اعتماد ترجمة خاطئة.. "..لم يفطن أبدا إلى كون الكتاب ، يتحدث ، إجمالا عن المسرح ،وإن ما ضلله هو الترجمة العربية التي اعتمد عليها ( و من الأرجح أنها ترجمة متى بن يونس) ، و التي وردت فيها كلمة تراجيديا بمعنى المديح ، و كلمة كوميديا بمعنى الهجاء مما أحدث سوء فهم خطير ، و منع حسب بعض الباحثين ( المتسرعين ) ، لقاء الأدب العربي بالأدب اليوناني.."( ص/59) على أن ما لم يلتفت إليه ابن رشد على السواء مشهدان يجسدان المحاكاة في أبلغ صورها: 1/ مشهد أول عاينه من شرفة مكتبته و يتعلق ب: " " نظر من شرفة المشربية فرأى، تحته في البهو الأرضي الضيق،بعض الصبيان يلعبون شبه عراة..كان أحدهم واقفا على كتفي آخر،يمثل المؤذن بصفة جلية : عيناه مغمضتان بإحكام ، بينما كان يتلو لا إله إلا الله.أما الصبي ، الذي كان يحمله دون أن يصدر نأمة ، فكان يمثل الصومعة.و كان الآخر،راكعا على ركبتيه جاثيا في التراب يمثل جماعة المصلين."( ص/61) 2/ مشهد ثان حكي له ليلا عن طريق الرحالة:" أبو القاسم"، و من خلال عرض شوهد في الصين:" أشخاص [...] يدقون على الطبل و يعزفون العود، عدا خمسة عشرة منهم أو عشرين ( على وجوههم أقنعة من لون قرمزي) يصلون و ينشدون و يتحاورون : يعانون الأسر، و لا من رأى سجنا، و يمتطون فلا يبصر الفرس و يتقاتلون بيد أن السيوف كانت من قصب ، و يموتون ثم ينهضون قياما بعد ذلك.." ( ص/ 61) إن عدم الالتفات للمشهدين ، تلميح ل" عمى " الفيلسوف ، لما يمكن أم يوجهه التوجيه الصحيح إلى ما أشكل عليه.. ج يرتبط التفسير و التأويل بالليل..فالمؤلف يجمع بين النظر و القراءة..وإذا كان قسم يقضى في السمر، فإن العودة إلى البيت فجرا كما يرى " كيليطو" أوقعت " ابن رشد" في التباس خادع فلم يهتد للمعنى الحق لكلمتي:تراجيديا و كوميديا، ليتم " رد الأدب اليوناني إلى الأدب العربي"..إن نص " يوم في حياة ابن رشد" يبدأ ببيت يحيل على الغربة : " نشأت بأرض أنت فيها غريبة فمثلك في الإقصاء والمنتأى مثلي".. و ينتهي ببيت موسوم بالحنين : " كم منزل في الأرض يألفه الفتى و حنينه أبدا لأول منزل ".. أيضا مثلما ينطلق النص من مكان هو البيت ( لا البيت الشعري) ، ينتهي فيه..و كأن النص مغلق على حياة الفيلسوف الفكرية و المعرفية..من تم أعتقده الاستكمال للنص السابق " ترحيل ابن رشد".. على أن الدلالة الكبرى في نص " يوم في حياة ابن رشد" ، تختزل في علاقة بورخيس بالشرق ، حيث نهل و اغترف مما عد الأسس و الينابيع ، كمثال " ألف ليلة و ليلة " إلى تمثله الأساس القوي لعالمية " ابن رشد"..يرى " أوكثافيوباث" : " " لولا العرب و ترجماتهم للفلسفة اليونانية و تفسيراتهم لها،إلام كان سيؤول وضع الفكر في القرون الوسطى؟ إن تأثير ابن رشد يتعدى نطاق الفلسفة و الطب ليطول و يطبع بعمق أفكارنا حول سيكولوجيا الحب ذاتها.." " ( 5) 4 / ورد في تقديم تحليل النص الثاني ، سؤال بصدد التمثل أو المحاكاة..و الواقع أن الإجابة تتحدد من منطلقين: أ / المعنى.. ب / الكتابة.. فالمعنى المنتج في نص " بورخيس" يتعلق بخطأ " ابن رشد" في الترجمة..و هو ذاته الوارد في كتابة " كيليطو"..إلا أن المعنى في النص الأول أوسع و أشمل ، بحكم كون المؤلف ينجز بحثا عن " ابن رشد" يعتمد فيه مرجعيات معرفية فكرية لكل من:"رينان" " لين" و"آسين بلا تيوس"..في المقابل نزع " كيليطو" إلى الكتابة عن يوم في حياة المؤلف بالاعتماد على " بورخيس"..من تم فإذا كان الأول سيرة غيرية ( ذاتية) متخيلة،فالثانية فكرية..لكن ألا يمكن القول بأن الأمر يتعلق بترجمة واقع العلاقة بين الأدب العربي واليوناني ؟.إن الإثبات يحتاج إلى بحث و تمحيص.. على أن صيغة الكتابة في النصين مرآتية..فكما يتحدث عن العمى ، ترد المرآة..ف : " بورخيس" يتناول شخصية " ابن رشد" عبر وسائط مرجعية ، و كأني به يرى ذاته في " ابن رشد" : " شعرت ، عند الصفحة الأخيرة، أن قصتي كانت رمزا للرجل الذي كنته حينما كنت بصدد كتابتها..و أنني ، بغية إملاء هذه القصة كان علي أن أكون ذلك الرجل ، و لكي أكونه كان علي أن أملي تلك القصة ، و هكذا إلى ما لا نهاية.." ( 6) بينما نجد " كيليطو" يعكس هذا الجانب في النص الثالث " من شرفة ابن رشد" أخذا بعين الاعتبار للجملة/ الختم الواردة في النص الأول: " دفن ابن رشد لم ينته بعد.." ( ص/ 67) بيد أن الصعوبة في النصين ، تكمن في التحديد الأجناسي: قصة، مقالة، بحث،تأمل،سيرة. واللافت أن كتابات " بورخيس" برمتها تكاد تقصي التحديد.. يقول الناقد و المترجم "إبراهيم الخطيب" في مقدمة " المرايا و المتاهات " : " ..فالتفرقة المعتادة بين الشكل و المحتوى تختفي تلقائيا و بصورة حاسمة في كتابات بورخيس القصصية مثلما تختفي التفرقة بين العالم و القارئ."( 7) و هو نفسه ما عبر عنه الشاعر و المترجم " عيسى مخلوف": "..هنا تلغى المسافة الفعلية العميقة بين الشعر و النثر،بين القصة و المقالة،بين التاريخ و الأسطورة..( 8) و يمثل هذا اللاتحديد على السواء في كتابات " كيليطو" ذات الطابع الإبداعي/ الفكري و التأملي ، و أرى بأنه في نص " من شرفة ابن رشد" يصل بالسمة الإبداعية إلى أقصاها. حلم الكتابة..الكتابة بالحلم.. 1 / يحمل النص الثالث:" من شرفة ابن رشد" عنوان الكتاب..و يمثل آخر النصوص المدرجة..إلى كونه الأطول قياسا ببقية النصوص، و النصين السابقين كما مر..على أن تمثل شخصية " ابن رشد" ، يرد أشد التباسا لطبيعة بناء النص على فكرة الحلم ، إلى قصدية تغليب الإبداعي على الفكري الحاضر فيه.. 2 / ينحو" من شرفة ابن رشد" الصوغ الحواري..فالباث ضمير المتكلم،يحاور القارئ المتلقي بالرهان على المحتمل متمثلا في الأسئلة المتوقع إثارتها..هذه تتسم بالصبغة الاستدراجية و الإرجاء، إلى النزوع للمقارنة بغية تحصيل الفهم.. فالصبغة الحوارية المعتمدة، ترمي الإبانة عن وعيين مختلفين، و لئن كان مرجع التخييل واحدا.. 3 / انبنى النص " من شرفة ابن رشد" على الحلم، كما سلف..من تم اتسم بالإبداعية.. بمعنى أنه صيغ سرديا على نمط قصة ( نستحضر حصان نيتشه)..هذه تستهل بتحديد زمني :" ذات صباح"..و باعتماد وجهة نظر ترتهن ل" ضمير المتكلم":"استيقظت"..و حتى لا يحدث الضمير التباسا فيما يتعلق بمظهره الذاتي ، فإن الفاعلين : أ ضمير المتكلم مدرس الفرنسية و الكاتب بالعربية.. ب ع.ك.مدرس العربية و المتكلم بها.. ج و " ابن رشد " العالم و الفيلسوف.. إن ( أ ) يتمرأى في ( ب)..يقوله..لكن وفق صيغة قلب الأدوار..من تم تكاد تنتفى الذاتية. فيما تحضر عبر تمرئي ( أ ) و ( ب) في ( ج ).. 4 / تدور فكرة النص حول جملة مؤداها " لغتنا الأعجمية"..هذه رددت من طرف ضمير المتكلم عند استيقاظه ، لتقارن ب " مرجعية رفيعة " تتمثل في ما أورده " مالارميه" : " ماقبل الأخير قد مات"..و معناه :( ما قبل الأخير المستعصي على التفسير يكثف من غموضه.). على أن البحث المتعلق بهذه الجملة : "جملة حلمية".. " جملة هجاسية".. " جملة لا معقولة".. يتحدد في المعنى حيث الحفر اللغوي في دلالة " الأعجمية" ، إلى تقصي نسب القائل : " ابن رشد " أم " ابن منظور" ؟يتمظهر الحفر اللغوي في التالي : " أعجمية هي مؤنث " أعجمي" الذي يعني " غير عربي" ، لا يفصح بالعربية" ( ص / 59)" " لغتنا الأعجمية" ، لغتنا غير العربية!" ( ص/ 59 ) " ألا تقول إن لغتنا أجنبية ، أجنبية عنا ؟ " ( ص / 69 ) إن حال " مالارميه" و هو يردد جملته،شبيه ضمير المتكلم..و تقصي الأول لمعناها في شارع تجار التحف القديمة،يماثل فرجة الثاني على واجهة مكتبة قديمة،حيث تقع الإشارة إلى كتاب " لن تتكلم لغتي" ، و ينسبه ضمير المتكلم إليه،و ليس إلى ( ع.ك) ، مما يحيل على أن كليهما واحد،و إلى صراع ذاتي بين لغتين: عربية و فرنسية.. 5 / يقود التعامل و الجملة بما هي اللغة ، إلى ربطها بالحلم..من تم تساق تعاريف لهذه الثنائية على امتداد النص:" من شرفة ابن رشد": " الحلم تجربة حادة ، حدية، لكن ما أن يروى،حتى يتمزق و يذوب في اللامبالاة.." ( ص/57) " بأي لغة نحلم ؟ " ( ص/ 58) " فالمفترض حول هذه النقطة أن الحلم لا يكذب و يكشف الشخصية العميقة ، و اللغة الحقيقية للشخص." ( ص/ 58) " أليست رواية حلم هي سلفا تأويله ، أي تحريفه؟ " ( ص/ 64) إن علاقة الحلم باللغة ، تتمثل في صيغة الرواية..فالحالم و هو يسرد حلمه يعمل على تثبيته باعتماد اللغة..إلا أن التثبيت ، عتبة للتأويل و التحريف..و كل حلم يبقى في عمقه شخصيا.. ترى أكان الحلم بالجملة : " لغتنا الأعجمية " و على امتداد النص حلما أخضع للتأويل و التحريف وفق ما دل عليه النسب؟ يتقصى النسب بمحاولة استذكار القائل الذي صدرت عنه القولة..و هنا يتم الحديث بداية عن " ابن رشد " و نهاية عن " ابن منظور".. " ..لكن لا نستبق الأشياء ..فالأكثر استعجالا هو معرفة إلى من يتوجه ابن رشد." ( ص/ 60 ) " إلى ابن رشد بالضبط أنسب جملة لامعقولة!" ( ص/65) و تمثل " ابن رشد" استدعاء ل" بورخيس" في " بحث ابن رشد" ، حيث تثار المسألة اللغوية : أكان " ابن رشد" يعرف اليونانية أم العربية فقط؟ و من تم سقط في خطأ الترجمة الوارد سابقا.. إن ثنائيات : عربية / فرنسية ، عربية/ يونانية، عربية / فارسية، عربية / تركية،داخل/ خارج ، نهار/ليل، اختزال لمسار الفكر العربي و لأسئلة النص الأدبي / الفلسفي عموما: " مرة أخرى، فكرة الزوج، و القرين، و التساكن."(ص/72) و يتحقق تأطير النص/الحلم، بتخيل " ابن رشد" و هو في شرفته ، حيث الفناء الضيق والنوافذ الأربعة..فالثلاث يشغلها : ضمير المتكلم،ع.ك ، و ابن رشد..و أما الرابعة فمغلقة على معنى مبهم و مجهول..و يختزل التأطير التخييلي في وحدة حكائية صغرى (أ هو معنى النص/ الحلم ؟) : " أفتح هنا قوسا للإشارة إلى أن شرفة ابن رشد تذكر بشكل غريب بنافذتي المتواضعة، التي لا تطل على شارع بل على فناء ضيق تتيح لي أن أرى ع.ك. وسط نافذته على يساري، ساندا ، بكآبة خديه على كفيه.ع,ك.الذي يتكلم ويدرس العربية ، فيما أنا أستاذ للفرنسية و المفروض أن أن أكتب في هذه اللغة.." ( ص/69) هذه الوحدة تقود إلى ما أوردناه في النقطة الثالثة ، و هو في تصوري ما يمكن أن يشكل دلالة النص الأساس التي سنعود إليها في الختم.. لكن لمن تم نسب الحلم ؟ يؤول نسب الجملة الحلم و اللامعقولة ، إلى " ابن منظور" ( مؤلف لسان العرب)،لتمحي صورة " ابن رشد"..و ربما لاحقا " ابن منظور"، ليستمر كلا من: ضمير المتكلم و ع.ك. : " أما " الأعجمية " التي تشكل تهديدا ، فربما هي التركية ( ابن منظور عاش في عصر المماليك) ، لكن باحتمال أكبر، قد تكون الفارسية!" ( ص/ 72) " " لقد قلت لك إن الجملة اللامعقولة ليست لابن رشد و إنما لابن منظور ، مع أنه لم ينطق بها أبدا [ أعحبوا للتناقض].." "( ص/ 72) إن " المرجعية الرفيعة" المعتمدة بداية النص ل" مالارميه" ، تجسد صعوبات إدراك المعنى المكثف في هذا النص بقوة ، حيث متابعة البناء التدرجي ، انتقال من فكرة إلى فكرة ، حتى ليخيل بأن كل واحدة من الممكن أن تستقل مفردة..و أرى إلى أن صورة الحلم و هيئته و المتداول عنه، أفضى لأن يتشكل النص على هذه الصيغة بالضبط.. 6 / إن ما يمكن الخلوص إليه في نهاية تحليل النص الثالث،الموظف لشخصية " ابن رشد"، ما يلي:أ إن القضية المعالجة لغوية..و تم ربطها بالحلم..( أهي علاقة الكتابة بالحلم؟) ب لم يتأت نسب القولة تحديدا لطرف ما ، حيث بالإمكان إرجاعها ل" عبد الفتاح كيليطو" نفسه..ت قد تدل خاتمة النص: " لاحظوا أنه يستمر في تعنيفي ، لكن الآن بالفرنسية للمرة الأولى، و بغرابة يخاطبني مترجمي و جاري بهذه اللغة.." ( ص/ 73) على أن إشكالية الكتابة و التفكير الإبداعي بالنسبة ل" عبد الفتاح كيليطو" : 1 يدرس اللغة الفرنسية و يكتب بالعربية.. 2 يدرس اللغة الفرنسية و يكتب بالفرنسية.. 3 يفكر بالفرنسية و يصوغ بالعربية.. 4 يفكر بالعربية و يصوغ بالفرنسية.. ألا يذكرنا هذا بالسؤال الوارد في نص " لغة القارئ" المدرج ضمن نفس الكتاب"من شرفة ابن رشد" : " هل الكاتب المغربي يكتب بلغة واحدة ؟ ..لا أعتقد ، حتى و لو كان النص بأكمله بالفرنسية أو بالعربية ؟" (ص / 53) ج / من الممكن أن تحيل الجملة اللامعقولة على غربة اللغة العربية اليوم،وذلك في فضاء التداول اللغوي بالمغرب،حيث هيمنة الفرنسية ، و الكتابة باللغة الدارجة المغربية والاستماع إليها.. ح/ توظف شخصية " ابن رشد" كإطار للتخييل ، و على السواء كطرح لمسألة اللغة.. خلاصات نهائية 5 / يبقى تمثل " ابن رشد" في النصوص الثلاثة ، تمثل يستحضر " عبد الفتاح كيليطو": الباحث و الناقد.. الأديب الممتلك لرأي و موقف بخصوص قضايا تراثية و فكرية.. و المبدع صاحب السيرة الأدبية المميزة.. هذه الخاصات تتداخل أحيانا في النص الواحد ، و قد تتوزع على أكثر من نص..إلا أنها تبقى النموذج الدال عن وعي بالكتابة و آلياتها ، و بالتراث أصلا و أساسا../.. مراجع معتمدة 5 / نقلا عن " عيسى مخلوف" في كتابه "الأحلام المشرقية"(بورخس في متاهات"ألف ليلة وليلة").دار النهار.بيروت.1996.ص : 22. 6 / خورخي لويس بورخيس:"المرايا و المتاهات".ترجمة: " إبراهيم الخطيب".دار توبقال. 1987.ص:27. ملاحظة: أشير إلى كتابي كيليطو:" لن تتكلم لغتي" و " حصان نيتشه" ضمن التحليل..