في الوقت الذي كان فيه الرجال الخمسة ومن معهم ضمن ملف ما بات يعرف" بخلية بليرج "يخوضون اضرابا مفتوحا عن الطعام وقد بلغ يومه السابع عشر وقتئد ،دفاعا عن الكرامة ومن أجل الحق في محاكمة عادلة ،في هذا الوقت حل القيادي بحزب العدالة والتنمية ،ومدير نشر جريدته،وعضو فريقه النيابي على القناة التانية وبالضبط على برنامج جامع كلحسن بمعية نخبة من الساسة يمثلون أحزابا شتى لمناقشة مستجدات المشهد السياسي المغربي . وإذا كان من البديهي بل من الطبيعي أن لا يتجرأ أحد من هؤلاء على اثارة محنة المعتقلين السياسيين ضمن" ملف بليرج "،وقد شارفوا على الموت والهلاك أوبالأحرى الاستشهاد ،فإنه من غير المفهوم أن لا يشير الحبيب الشوباني الى هذا الموضوع بتاتا،خصوصا وأنه وحزبه معنيان به بشكل مباشر،فضمن القادة الخمسة المضربين عن الطعام يوجد عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية ،ومن ضمن المضربين عن الطعام أيضا قادة تتقاسم أحزابهم مع حزب الشوباني نفس المرجعية ،ولطالما جلس قادة العدالة والتنمية معهم وخبروهم عن قرب بل جمعتهم محطات وتاريخ مشترك. كيف سمحت لك نفسك أيها الحبيب أن لا تثير محنة محمد المرواني ومن معه ولو من باب الانسانية؟ كيف استطعت الحبيب الشوباني أن لا تقدر المرحلة التي يحتاج معها هؤلاء القادة الى الدعم السياسي؟ كيف أنك لم تدرك جيدا ما أنت مطالب به كقيادي بحزب اسلامي؟ألم تنبهك الأمانة العامة لحزبك الى الأمر ومحمد المرواني ومن معه كانوا قاب قوسين أو أدنى من الهلاك لولا العناية الربانية؟ ألم يكن منالأجدر بكم أيها البرلماني وأنتم تتحدثون عن مستجدات مشهد سياسي رتيب الى الاقصاء الممنهج الذي تعرض له حزب الأمة والبديل الحضاري،ضمن ترتيب سياسي رديء؟ ألم تحس بالحرج السياسي وأنت ترى اليساري البارز والقيادي المتميز بالحزب الاشتراكي الموحد وهو يتحدى مقدم البرنامج ليعبر عن موقف واضح من قضية محمد المرواني وصحبه ،ورفع صوته عاليا في وجه جامع كلحسن ليطالب الدولة بإيجاد مخرج عادل لهذا الملف ،بل طالب بإطلاق سراحهم فورا؟ إن ما قام به محمد الساسي لهو جواب عملي لمناضل حقيقي ،وجواب نوعي لمن يتساءل عن التنسيق المستمر بين حزب الأمة والبديل الحضاري واليسار الديمقراطي. بل إن ماقام به الساسي لهو إدانة سياسية لحزب الشوباني الذي لم يقدم ماكان منتظرا منه في هذه القضية ،وتوارى الى الخلف ،تاركا الساسي ورفاقه يقومون بالواجب ،ويقدمون دعما للمعتقلين السياسيين فاجأ الجميع. فالتحية كل التحية لمحمدالساسي وصحبه.