رسالة مفتوحة إلى وزير الاتصال الرفيق خالد الناصري كان بودي أن اعتصم أو انخرط في وقفة احتجاجية أمام مبنى وزارتكم الموقرة، لكنني سئمت من الرجوع في كل مرة تهضم فيها حقوقنا أن التجأ لمثل هذه الصيغ الاحتجاجية والنضالية وإن كانت مشروعة ، يكفي عشرين سنة من الاحتجاج والنضال الطلابي والسياسي والحقوقي والجمعوي في هذه البلاد.. (باراكا). أيها الرفيق، هل يعقل ونحن نؤسس للمجتمع الديمقراطي الحداثي الذي لا رجعة فيه، كما ترددون دائما أمام عدسات الكاميرات وعلى أنظار وأسماع الصحافة الوطنية والدولية، أن تغدق مصلحة منح بطائق الصحافة لدى وزارتكم على كل من هب ودب، باعتمادات وبطاقات الصحافة، من الشواش إلى "المسخرية" إلى "الكورتية"، ومنهم من لا يكتب حتى اسمه، وليست أية بطاقة، إنها البطاقة المهنية التي عليها توقيع وزارة الاتصال، دون الحديث عن الذين يزاولون حرفا ومهنا أخرى، لا علاقة لها بالصحافة والإعلام، "ما بينهم وبين الصحافة إلا الخير والإحسان" وتحرم مصالحكم صحافيين من بطاقة الصحافة حتى وإن كانوا صحفيين مهنيين، وأسماؤهم معروفة في الوسط الإعلامي الوطني بمبررات غير مفهومة ولا تستساغ ؟؟؟ فكيف لنا السيد الوزير، أن نحصن ما تبقى لنا من هامش حرية الصحافة وأن نصونها من أي انزلاق غير محسوب، كما وقع ويقع اليوم لصحافتنا المكتوبة؟؟؟ سيدي الوزير أيها الرفيق، آخر تصريح صحفي أخذه منكم هذا العبد الضعيف لله، كان خلال حفل الإعلان عن إطلاق القناة الامازيغية بفندق حسان بالرباط، وفي عهد سلفكم الرفيق نبيل بنعبد الله والذي كان هو الآخر يؤكد على المجتمع الديمقراطي الحداثي الذي لا رجعة فيه، حيث تشرفت بمحاورته في احد حلقات برنامج "المقهى الصحافي"، بمدينة تمارة في غمرة التحضير لانتخابات شتنبر 2007 وتطارحنا فيه للنقاش المشهد الإعلامي الوطني وتحديات تحرير قطاع السمعي البصري وحرية الصحافة بين الصحافة الحزبية والصحافة المستقلة. ولما تم تعيينكم السيد الوزير أيها الرفيق، وزيرا للاتصال في حكومة عباس الفاسي وناطقا رسميا باسم الحكومة، خلفا لسلفكم الرفيق نبيل بنعبد الله، كتبت آنذاك بورتريها في مجلة "كنال" عن سيادتكم تحت عنوان "حقوقي في جبة إعلامي" وقلت مع نفسي ربما سيقود هذا الحقوقي إعلامنا برؤية حقوقية تمتح مرجعيتها من الحقل الإعلامي الوطني لتقويمه وتدعيم مبدأ الإنصاف والحرية فيه. سيدي الوزير أيها الرفيق، اسمح لي أن اقترح على مصلحة منح بطاقة الصحافة المهنية لدى وزارتكم الموقرة، هذا الاقتراح البسيط لقطع دابر غير المنتسبين لمهنة الصحافة التي هي السلطة الرابعة في هذه البلاد، وهو أن تمنح البطاقة المهنية بعد أن يخضع الصحفي المرشح لامتحان شفوي وتطبيقي، هذا بالإضافة إلى ملف المؤسسة الإعلامية التي يزاول فيها المهنة. وفي انتظار أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، أو ننتقل إلى الرفيق الأعلى، لكم السيد الوزير أيها الرفيق، واسع النظر.. وبه وجب الإعلام والسلام. سعيد فردي مجلة كنال أوجوردوي الفنية والتلفزيونية