لقد تضاعفت عدد المهرجانات مند نهاية القرن الماضي الى حدود هذه السنة،مهرجانات موسيقية وغنائية جديدة بكل أطيافها تزداد سنة تلو الأخرى ،ولمن يريد أن يرمى بنفسه من أعلى قمة الجبل أو من الطابق الرابع من مركب مدينته ،فتكاليف تنظيم هذه المهرجانات كل سنة يقارب ما يربو عن ألفين منصب شغل تقريبا،تزداد ميزانية المهرجابات ويعلى عليها عدد العاطلين ،مع أنني أستمتع بدفدفاته التي تدق شبابيك أذني من وراء ذلك الصندوق العجيب ،وأتفرج على نزوات بعض المغنيين أوالعيساويين كما يحلو لي تسميتهم مع موسيقى الراب ،فقد تبدأ لك مغنية بمشيتها المقوسة المنحنية تجاهك تارة وتجاه البعض تارة كأنها معاقة،بعضهن تفوح عليك برائحتها المختلطة من العرق وقليل من العطور تشتهي رائحتها وتحلم بأنها نائمة معاك ،تقريبا كل أسبوع مهرجان في بلادي ،حقا عدد معترف به على باقي الدول العربية الفقيرة رغم اشتهارها بالأموال البترولية .أريد أن أبوح بكل ما في جهدي لمن تنظم هذه المهرجانات على يده أننا لسنا مشتاقين الى ضجيجها ولا الى نانسي عجرمها نريد حقنا في القليل من الهدوء رغم أنكم تخليتم عن حقنا في العمل والتعبير عن آرائنا وحريتنا في أجمل بلد في العالم.